نستغرب من أفعال عصابات داعش الذين يحرقون ويعذبون ويذبحون بإسم الإسلام ولانستغرب ممن يسيطرون على بغداد والبلاد ويفرضون أحكامهم عليها وعلينا!!!! والسؤال هو من هم وأين رد فعل الحكومة من فعلهم؟ قد يعتقد القارئ أن الوصف بداعش مبالغ فيه لكن الحقيقة أننا نعيش تحت سيطرة وقرارات جهات تمسح الثقافة والفن ليتحول البلد إلى ثكنة عسكرية نفذ ثم ناقش ولذلك فلنعتبر هذا الكلام في ساحة المناقشة بعد التنفيذ…
ما هو حق هؤلاء في فرض إرادة فردية تابعة لجهة ما قد تكون مدنية أو ميليشاوية مثل ما أنتشر الخبر بعد لحظات من إلغاء حفل الفنان المغربي سعد لمجرد وهو يجري التحضيرات الأخيرة ليصعد على المسرح ويغني، ترى هل تُلغى المناسبات والحفلات والمهرجانات والمسرحيات دون علم أو قرار من الحكومة فقط بحجة الإساءة إلى الدين!!!!؟ ولو إفترضنا أن لهم الحق هل يكون التصرف بهذه الصورة في إطار من الفوضى وكأننا دولة غير مدنية؟ تساؤلات كثيرة وتعليقات أكثر يجب على الأقل أن نطرحها….وقد وجهت تساؤلاً في مقالتي السابقة بعنوان هل محمد رمضان هو السبب؟ وقلت عندما هاجمت بعض الشخصيات إقامة حفل الفنان المصري محمد رمضان إن هؤلاء الشخصيات لم يقدموا شيئاً للشعب العراقي ولا البلاد ولا الناس، فهل من المعقول أن يُصرِّح رجل دولة أو سياسة منتقداً ورافضاً حفلات الغناء بأعتبارها دعوة للفساد ولاينتقد الجهات والأحزاب الفاسدة!! ..وهل الدين يبيح سرقة البلد وإهماله وأكل حقوق الناس ولايبيح إقامة حفل غنائي!! ، إن مثل تلك التصريحات صارت عاقر لاتنجب في بلد يتحول إلى مكب نفايات ومحط سرقات وتآمرات لايدفع ثمنها إلا المواطن الفقير الذي رضي بالأمر الواقع منذ زمن… وكأنه يدفع ثمن جريمة لم يرتكبها، يبدو أن البعض نسي أن بلادنا مسروقة ومقتولة وهذا مادعاني لكتابة هذه المقالة لأن بعض الجهات التي تتحدث بإسم الوطن والمواطن هي نفسها تهمل هموم وآلام الناس، تساءلت بالماضي لماذا لم تُعتبر الحفلات في الملاهي الليلية بأربيل وبغداد أماكن للفسق والفجور؟ فلا الحكومة أو الجهات الداعية لحقوق الإسلام تجهل وجودها أو نشاطها!!! .
المهم بعد كل تلك التساؤلات هل المؤسسة العسكرية التي تحكمنا اليوم ستبقى إلى الأبد فلو كان كذلك على الدنيا السلام وهايهية مثل ماقال الفنان العراقي محمد عبد الجبار لأننا لسنا أضحوكة أمام ثلة تعفنت عقولهم بالجهل وماتت وطنيتهم بالمصالح، يبدو أن غيرهم أكثر رحمة فهم لايقتلون الناس بالبطء أو بالضحك على الذقون فيندثر العلم والفن والثقافة.