كان ضخم البدن كث اللحية وعلى كتف دشداشته تتدلى (عليجته) ذي السبعة ألوان ، ذاك هوالمتسول المجنون المنسوب أسمه الى كلمتين(عمو جوعان ) يستعطف بهما زائري الأمامين العباس وأخيه الحسين عليهما السلام، في الحقيقة لم يكن (العمو )جوعاناً لأن أهل الولاية الطيبين كما تحلو تسميتهم في المدينة المقدسة لم يبخلواعليه ولاعلى غيره مما أنعم الله به عليهم من فضله وبركاته،تذكرته وأنا (أحوم) على عنوان لمقالي مع أن السائل والمحروم وأنا جوعان باتت جزءاً من الأمثال الشعبية ، ولأننا بلد (الحسجة) فأن أهلنا الكرماء في ميسان يستخدمون مصطلحاً مكثفاً في اللغة وهو(المسودن) بمعنى المجنون ومنها جاء المثل (مسودن وبيده فاله) ومصطلح المسودن عراقي خالص لاتجده في مفردات أي بلد آخرأما (الفالة )فهي آلة حادة تستخدم لصيد السمك ،العراق هذه الأيام قوس الأزمات (كمايسميه البعض في الدراسات الستراتيجية ) وبالكاد يحاول أهله تجنب أكثر من فالة تصطاد فالقوم باتوا صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، دعاؤهم أن لاتعود الأحوال بما جاءت به الوصفة الظلماء التي غناها المرحوم مسعود العمارتلي: راسي أرد أگصه أعليك گصة المودة..والسودننـه البيض شنهي اليعوده.