لقد ثبت فشل الاحزاب والحركات ان كانت قومية او دينية ، في ادارة نظام سياسي متحضر والوصول الى تقدم وازدهار وتطور البلد ، وانما على العكس من ذلك ، فهذة اكثر من اربعين سنة ، حيث عمت العراق الفوضى والحروب وسفك الدماء والسرقة والنهب ،، وخاصة للمرحلة التي اعقبت السقوط ،، فلا دولة ولا قانون ولا نظام ،، وانما شريعة غاب وعودة مخيفة الى الجاهلية الجهلاء ،، ولاسباب ذاتية وموضوعية تتصل بكل من هذة الحركات ، ولكن يبقى السبب الرئيسي ، وهذا ما اثبتته وقائع الاحداث ، بان هذة التكتلات السياسية ان كانت قومية او دينية تضم نسبة كبيرة من اعضاؤها وقواعدها هم من اهل العصبيات وحاملي قيم البداوة والتعرب في عقلهم الباطن ، خلافا لما قد نجده في الاحزاب الليبرالية والعلمانية او التكتلات المستقلة التقليدية في المجتمعات المتحضرة كالتي ظهرت بعد استقلال العراق وحتى الخمسينيات من القرن الماضي ،، فقد كان فيها شخصيات وقيادات اكثر استعدادا وملائمة وتقبلا للنظام السياسي العصري الحديث والتي هي في نفس الوقت بحكم واقعها الاجتماعي بعيدة عن استخدام القوة والعنف والسرقة والاحقاد والانتقام وسفك الدماء ،،، اما الحركات القومية والدينية ، فأن الكثير من قادتها واعضاؤها تعيش فيها مجموعة من العقد والامراض الاجتماعية والتي تظهر بشكل واضح عند استلام السلطة والجلوس على كرسي الحكم (عقد العوز والحرمان والدونية والتملق والتذلل والتلون والدجل ، والميل الى خلق المشاكل والمناكفات ، وكذلك الاستعداد لارتكاب الجرائم للوصول والاحتفاظ بالمناصب والمنافع المادية والاعتبارية) بحكم انتمائتها المجتمعية ، وهكذا يصبح هاجسها الوحيد بعد استلام السلطة هو الحصول على المنافع المادية والاعنبارية وباي طريقة وحتى اذا كانت اجرامية ، وهذا الذي لازال يحصل وبشكل متصاعد وخطير ،، وهكذا فقد اصبحت المحصلة النهائية لحكم هؤلاء هو خراب وتدمير البلاد واهلاك العباد … لقد حذرت مرارا في كثير من مقالاتي ، من خطر اهل العصبيات ومجتمعات البداوة والتعرب على الدولة والمجتمع وحتى على العقائد والاديان ، وهذا الذي اخذ يحصل الان في الوسط الشيعي ، فهي تحاول ان تحدث شرخ في المكون وايجاد عقيدة جديدة وممارسات لا علاقة لها بالمذهب كتفسير نصوص قرانية واحاديث نبوية لم يسبق ان قال بها احد من العلماء ،، او تحريف زيارات وادعية مأثورة الى غير ذلك مماهو غير معروف او مقبول ، ومنها هو ان بعضها اخذت تدعي النسب العلوي وتسعى للحصول على شجرة نسب مزيفة مقابل مبالغ من المال ، وكذلك وهو الاخطر محاولتها ايجاد رموز لاشباع نزعتها المعروفة ، في تقديس وتأليهه القيادات ، ان كانت سياسية ثبت فشلها الكبير ،، او دينية وحتى ان كانت لا تحمل درجة علمية متقدمة في الحوزة والمؤسسة الدينية ،،،، ان من المضحك المبكي ان هؤلاء هم انفسهم الذي عبدوا الطغاة والجبابرة واعوانهم وجلاوزتهم وصفقوا ورقصوا ورددوا الاهازيج لهم في كل العهود والازمان ، وما نظام صدام عنا ببعيد !!! .