يجري الحديث مطولا عن الفساد في وسائل الإعلام، وفي الصالونات الثقافية والسياسية، وكيف يمكن معالجة الأخطاء. وتحقيق القدرة الكاملة على محاربة الفساد، ومواجهة المفسدين، ومحاسبتهم في المحاكم، وفرض عقوبات رادعة على من يقوم بسلوك مفسد للحصول على المال، وإستغلال السلطة والنفوذ، وأستمرار ضمان المكاسب التي يصعب التخلي عنها.
عندما يدخل ناشطون ومدونون وصحفيون وكتاب وإعلاميون دائرة المنافسة من أجل المكاسب يصعب تحقيق فائدة حقيقية من هذه التوصيفات في الحرب على الفساد التي يبدو أنها حرب خاسرة لأنها لاتؤدي الى حلول ناجعة، بل تفرض شروط طرف على حساب آخر، وكلا الطرفين في معادلة الفساد، ولم يخرجا عنها، وهما متفقان ضمنيا، بينما نجزم بأن الخاسر الوحيد هو الشعب، وعندما يسألني مقدم البرامج في قناة فضائية صدفة عن ايهما الخاسر من طرفي المعادلة؟ساقول إنه الشعب.فكل فريق ضمن مصالحه كاملة، وتوفر له المال والنفوذ والقدرة على فعل كل شيء لحماية تلك المكاسب.
قد ينشر أحدهم مقالا، أو يدون شيئا ما، أو يضع بوستا على صفحته على الفيس بوك، أو يضع تغريدة على تويتر، ويتحدث عن فساد وزارة، وعن فساد مسؤولين فيها، ثم فجأة يقوم برفع مانشره، أو وضعه، وعندما تتحقق من الأمر تكتشف إنه تم إرضاؤه، وتحقق له شيء ممايريد..وفق معادلة الرفع مقابل الدفع.