كثيرون هم من استطاعوا أن يخطفوا قلوب النساء، ولكن قليلا من بين هؤلاء من استطاع أن يكرمهن ويحترمهن ويقدرهن ويوقرهن.. وقديما قال الشاعر الطفيل الغنوي:
إن النِّساءَ كَأَشجَارٍ نَبتنَ معَاً منها المرارُ وبعضُ المرِّ مأكولُ
إن النِّساء متى يَنهَيْن عن خُلُقِ فإنَّهُ واجِبٌ لا بُـدَّ مَفعُولُ
لا يَنْثَنَيْنِ لِرُشدٍ إن مُنِيْنَ لـه وهُنَّ بعدُ مَلُومَـاتٌ مَخَاذِيلُ
خلال الأيام القليلة الماضية – وفى ضوء حملة الـ16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة – عقدت الحكومات ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام والقطاع الخاص وممثلون عن الشباب ووكالات الأمم المتحدة فى منطقة الدول العربية حواراً عبر المنصات الرقمية.
الهدف من الحوار القضاء على واحد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالمنا اليوم ومراجعة التدابير الإقليمية للاستجابة للعنف ضد النساء والفتيات، والتوعية بماهية العنف بتنظيم حملات إعلامية وإعلانية، تغيير ثقافة المجتمع لتحسين معاملة المرأة، تحديد سبل تفعيل العقوبات الرادعة إزاء العنف الموجه للمرأة.
خلال الأيام والأسابيع والشهور والسنين، زاد العنف ضد المرأة، عنف العشير متمثلا في “الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، النساء”.. العنف والمضايقات الجنسية متمثلا في “الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، زواج الأطفال، التحرش ، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية.. الاتجار بالبشر “العبودية والاستغلال الجنسي، تشويه الأعضاء التناسلية للإناث”، الأمر الذى تواجهه الدولة بكل حزم وشدة، فقد تم سن القوانين لإيقاف هؤلاء “المرضى والمجرمين والمتحرشين” عند حدودهم، ما يعنينى هنا توجيه رسالة إلى الزوج والأب والأخ : “كن حنونا مع سيدتك، نعم زوجتك وابنتك وأختك سيدتك”، فلا تضرب بل لا ترفع صوتك، فبكلمة رقيقة وبعمل الرجال تكسبهن جميعا.
أيها الرجال إن معاملة النساء لها طبيعة خاصة، فإذا عرفتهن كسبتهن وملكتم قلوبهن، السيدة بطبيعتها ضعيفة وهذا ليس ذما بل هذه خصلة محمودة ومرغوبة فيها، والجانب ا في ضعفها يتمثل في ضعف القلب والعاطفة بمعنى رقَّة المشاعر وهدوء الطباع وهو لا شك أمر عند النساء “كل النساء” وكلما زاد – دون إفراط – كان ألطف وأجمل.
استوصوا بالنساء خيرا، كانت هذه وصية الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع، حيث كان يخاطب الآلاف من أمته، فتفردت المرأة بجزء خاص من خطبته –صل الله عليه وسلم- فالنبى يُقَدِّر الضعف في النساء، فحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي أو المعنوي، وأظهر رحمته بهنَّ بأكثر من طريقة، فقال صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي”.
“إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ”، قالها النبى –صلى الله عليه وسلم- ليبين أنهن يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة ولا ينتقص منهن أبدًا كونُهنَّ نساء، وشقائق الرجال تعنى “زيهم – مثلهم – في نفس مكانتهم”، بل إن رسول الله يأمر المسلمين بعدم كراهية النساء حتى لو كانت هناك بعض الأخلاق المكروهة فيهن فيقول: “لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ”، أي لا يبغض الرجل المرأة، مستوحيا هذا المعنى العظيم من قول الله تبارك وتعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.ارحم زوجتك كأنك أبيها.. هذه قصة تبين عظمة معاملة النساء، حيث اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها -ابنته– عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: “كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرَّجُلِ؟”، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ: “قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا”. أيها الرجال تجاوزا عن غضب المرأة فهكذا خلقها الله، استحملوهن فقد كثرت أعمالهن، دللوهن فبكلمة تستأثر قلبها وعقلها، ساعدوهن فتسير الحياة سهلة، أيها الرجال اتقوا الله في نسائكم، فالنساء رحمة والنساء عشق والنساء حنان والنساء رقة والنساء قدوة الحسنة، ما أهانهن إلا لئيم وما أكرمهن إلا كريم، فرفقا بالقوارير.
في جريمةٍ مروعةٍ هزت الشارع المصري وأحدثت صدمةً، طعن طالب جامعي يدعى محمد عادل زميلته نيرة أشرف وحين سقطت أرضاً ذبحها، في 20 حزيران/يونيو الجاري، أمام جامعة المنصورة، في محافظة الدقهلية، شمال القاهرة.
وتصدّرت الجريمة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتداول/ت ناشطات وناشطون من مختلف الدول العربية مقطعاً من مكان الجريمة.وفي التفاصيل، تناقلت مصادر صحفية عن شهود عيان، أن “المارة تفاجأوا باعتداء شاب على فتاة بسلاح أبيض أمام بوابة توشكى الخاصة بالجامعة، إذ كانت الفتاة في طريقها إلى موقف نقل الركاب”.وأشارت المصادر إلى أنهم “حاولوا منع المتهم من ارتكاب جريمته، لكنهم فشلوا بسبب تهديده لهم بالسكين، وواصل طعن الضحية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة”.بعد إلقاء القبض على الجاني، كشفت مصادر أمنية أنه وفقاً للتحريات الأولية، “تبيّن أن الطرفين من نفس القرية في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، ويدرسان في الفرقة الثالثة في كلية الآداب، جامعة المنصورة”.وحول ذرائع الجريمة، بيّنت أن “المتهم عرض الزواج على الضحية أكثر من مرة، لكنها أبلغته بأنها لا تفكر في الزواج حالياً”.وأوضحت أنه تمّ تأجيل الاستجواب “لعدم قدرة القاتل على الكلام، فقد طعن نفسه بعد جريمته، كما تعرض للضرب على يد المارة”.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *