التأريخ يقدم شواهد متكررة عن الكراسي المقنعة بالطائفيات والمذهبيات والعقائديات , على أنها لن تدوم طويلا لسلوكياتها الدافعة إلى ولادة ما يمحقها بسرعة خاطفة.
وقد توالت هكذا أنظمة حكم في العديد من المجتمعات , وإنهزمت تجر أذيال الخزي والعار بعد أن سقطت أخلاقيا ووطنيا وإنسانيا , وتمرغت بالذل والإحتقار.
وفي بعض المجتمعات المعاصرة , هناك أنظمة متوهمة بما تلقن به وتقلده من التهيؤات , التي داستها سنابك العصور وطمرتها في أجداث الغابرات , وكأنها بلا بصيرة منغمسة في غفلتها وغثيانها الطائفي والمذهبي , والتبعية للذين يقومون برعايتها لتأمين مصالحهم العلنية والخفية.
فلابد من القول للكراسي المخمورة بالطائفية وأخواتها , بأنها على شفا حفرة الوعيد , والجديد قادم وإن تأخرت ولادته , وأوهمتها الولادات الخديجة بأنها ذات سطوة وقدرة على المجابهة والتحدي والتواصل , فالواقع السلوكي للمجتمعات يشير بوضوح بأنها ستلد منقذها الماهر المقتدر وإن طالت فترة الحمل.
فلن ينفع السلاح , ولا الأسياد , فالتبعية ضعف في جوهرها , ومن لا يتبع الشعب وينفعه , ينال مصيره المحتوم , فليتعظ اللاحق بالسابق , ولتتعلم الكراسي معنى الوطنية والحرص على مصالح الشعب وعزته وكرامته وحقوقه الإنسانية.
فكم من كرسي متمسك بشعبه وخادم له , ما إستطاعت قوات أعتى أعدائه أن تنتصر عليه , أما الكراسي المعادية لشعوبها فهي أوهى من بيت العنكبوت , والأمثلة عليها كثيرة وعايشناها في العقد الأول من القرن العشرين ومطلع العقد الثاني منه.
فهل للكراسي أن لا تنخدع بالتزويق الإعلامي والبالوني , وتدرك أنها في خدمة الشعب لتعيش قوية أبية ذات قدرات تعبيرية عن الإرادة الوطنية؟!!
وقل عاش الشعب وإحترقت الكراسي بمن فيها!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *