المنظومة السياسية اصابها الشلل وتوتر اصحابها بعد نتائج الانتخابات فبين المعترض وبين الفائز اصبحت الفجوة بينهما كبيرة ورغم كل المحاولات لردمها لكنها اتسعت كثيرا واهتزت فيها القيم الديمقراطية وتازمت العلاقات السياسية بين احزاب المكونات من نفس النوع وانشطرت عموديا وبدات الازمات تتوالى الى ان وصلت الى طريق مغلق لايمكن الولوج فيه رغم المبادرات التي حاولت تذليل الصعاب امام هذا التوتر السياسي.
وتحولت التقاطعات والاختلافات الى خلافات افضت الى عدم قناعة السيد الصدر ببقاء اتباعه في العملية السياسية رغم كونه الفائز الاول في الانتخابات فاستقال الجميع تلبية لرغبته لفشله في تشكيل الحكومة .
لم تنتهي الامور بهذه المقاطعة للعملية السياسية انما توجه السيد مقتدى الصدر للتحشيد الشعبي بتغريداته وتحفيز اتباعه بدات من صلاة الجمعة التي عدها انتصارا وتوالت تغريداته ورفضه لمرشح الاطار على اعتبار ان (الاطار) المعني بتشكيل الحكومة الا ان التيار بشعاراته اعلن رفضه للسيد السوداني ونعتقد بانه سيرفض اي شخصية مرشحه لهذا المنصب بالرغم من خروجه من العملية السياسية وفشله في تشكيل الحكومة الا انفاسه بقت في العملية السياسية ونظره على مجريات الامور.
دخول المنطقة الخضراء للمرة الاولى كانت تحذيرا من قبل السيد مقتدى الصدر حسب تغريدة لاحقة الا انه بدخول تياره للمره الثانية لمبنى البرلمان بدا خطابه يتغير شيئا فشيئا ووصلت تغريداته الى التاكيد على تغيير النظام السياسي والانتخابات والقانون والدستور والقضاء على الفاسدين و.و
وكذلك دعوة الشعب لمناصرة التيار لهذا التغيير وان لا تفوت هذه( الفرصة الذهبية) حسب تعبيره مثلما ضاعت في عام 2016.
كل الدعوات والتصريحات والمبادرات والخطابات التي تدعوا للتهدئة لم تعد تجدي نفعا بعد تغريدة السيد الصدر مما اعطى الضوء الاخضر للاطار التنسيقي بكل تشكيلاته ان يصدر بيانه للتحشيد خارج اسوار المنطقة الخضراء حفاظا على العملية السياسية والنظام السياسي والمخاطر التي تحدق بالديمقراطية .
نحن امام اختبار حقيقي لضبط النفس والابتعاد عن التصريحات النارية والتحدي ومحاولة كسر العظم فالجميع اخوة في الله والوطن والدين والمذهب والصدام لايولد حلا لهذه الازمة انما التعقل والحوار (انما المؤمنون اخوة) لان الجميع سيكون خاسراً حتى الذي يعتقد بنفسه منتصراً وسيدفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً ولات حين مندم.