عندما كنا نعمل سوية في قسم العمارة والبيئة التابع لمركز بحوث البناء ، مع مهندسة معمارية على تطوير بيئة الابنية الداخلية باحد مشاريع مجلس البحث العلمي قبل ربع قرن ،وهي من المهتمين بالتراث الشعبي ،حدثتني عن اغنية شاعت وقتها ل سيتاهوكبيان من كلمات كريم العراقي والحان جعفر الخفاف وهي ( دار الزمن وداره).. كانت زميلتي تؤكد ان الاغنية مستوحاة من حكاية شعبية. الحكاية تروي قصة جبار ويعرف باسم جباره ((كادود) يعمل و يكدح نهارا” لكنه يسكر ليلا” حد الثماله ،وعادة” ما يوصله الحارس الليلي الذي كان موجود في كل المحلات حينها. وبخلافه، كان يتخبط في طرق الابواب حتى قيل فيه المثل ( من يسكر جباره ، يتيه باب داره).. وشاءت الاقدار ان يتوب جباره ،وصار يصلي ويصوم ويرتاد الجامع ،لكن بقى مثل سكره متداول ، حتى جرت العادة ان يبتدا خطيب الجامع خطبته : عباد الله اتقوا الله ، وتوبوا اليه ناصحين ، مثل اخيكم جبارة ،الذي تاب عن السكر و الخمر ليكون من الصالحين .. وضعت زوجة جباره اية قرانية على مكان يعلو باب الدار لينسى الناس المثل ، الا ان الناس بدات تقول ( جبارة من تاب ،خله ايه بالباب) فصار مثلا” اخرا” يتداوله الناس ،وعندها قال جبارة مقولة اصبحت مثلا يعاتب قدره ( دار الزمن ب جباره ، مضرب مثل بداره)…تذكرت جباره وانا اقرا رسالة الغنوشي القيادي الاخواني التونسي الى مؤتمر المجلس الاخواني ( اخوان المسؤولين) في تركيا قبل اشهر وهو يقول : لن اعمل لتكون تونس مثل العراق، وقبله قال مسؤول ليبي على البي بي سي : يريدونا ان نكون مثل العراق ..اما ممثل الخارجية السورية فكان قوله : ان سوريا تجاوزت ان تكون عراق اخر ، ولا يفوتني تصريح رئيس ارتيريا : هل تريدون ان نكون مثل العراق..والاغرب ان خبير مصري يتحدث عن اليمن صرح : ان مصر و دول مجلس التعاون الخليجي لن تسمح ب ( عرقنة اليمن ) اي جعل اليمن مثل العراق..
آه يابلدي امسيت مضرب امثال مثل جبارة …
لك الله ياعراق
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي