اذا كانت نتائج المنجز المعلن بلا تأثيرات واضحة وملموسة على الواقع فهذا فعل ممنهج الهدف منه الوصول الى غايات الاستعراض والدعاية الاعلامية والتي يعتقد من يروج لها بانه قادر على الاستمرار بتوزيع الجرعات المخدرة متناسياً ان لمثل هذه الحقن صلاحية نفاذ محددة.
ما تم الاعلان عنه من مشاريع مختلفة وكثيرة تخص معالجات وتطوير قطاع الكهرباء في العراق يوحي للمتلقي بأن عجلة الانتاج تسير بوتيرة تسابق الزمن وان الحلول الخاصة بالشبكة الوطنية قد تم الوصول الى حافات تصفية ما يعوق عملها وإن خدمة تجهيز الطاقة الكهربائية الواعدة قد شارفت على الانتهاء من وضع ملامحها البراقة ، وهنا ينطبق المثل المشهور ( نسمع جعجعة ولانرى طحيناً ) ، فما تم الاعلان عنه ومنذ سنوات مضت من مشروعات مختلفة ومتعددة تخص الربط الكهربائي مع الدول المجاورة لم ينفذ منها شيئا ً ماعدا الربط الكهربائي المشين مع الجارة الشرقية والذي يعد من المشاريع الفاشلة على الصعيدين الفني والاقتصادي على وفق المقاييس العالمية المعروفة ، أما عن مشاريع الطاقة النظيفة وعلى وجه التحديد استغلال الطاقة الشمسية ومحطات تدوير النفايات والتي تم الاعلان عن تبني انجازها من قبل المؤسسات ذات العلاقة فلم يرى النور اي إنجاز منها ، يضاف الى ذلك ما تم الترويج له في مجال الجباية الالكترونية والكثير الكثير من المشروعات المتعلقة بتطوير خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومعالجة الاختناقات الحاصلة فيها وما يتبعها من محطات التحويل على مستويات جهد الشبكة العاملة وكذلك الخطط المستقبلية الخاصة بشبكة التوزيع المتعبة .
لم تكتفي ابواق الدعاية المتمرسة في الخداع من استعراض العديد من الانجازات الصغيرة ذات التأثير الطفيف في المعالجات الجذرية المطلوبة وتمرر على المواطن متلقي الخدمة بأنها احدى نتاجات العمل الدؤوب وثمرة كبيرة من ثمار الخطط الوطنية التي رسمت لانهاء معاناته جراء الخدمة الكهربائية المتعثرة ، يجري هذا بتوظيف حالة عدم المام الغالبية من المواطنين بدهاليز صناعة الكهرباء وسبل ايصالها اليهم ، وعلى سبيل المثال عندما يتم تنصيب وتشغيل محطة ثانوية أو محولة متنقلة لخدمة منطقة محدودة يصاحب هذا تغطية اعلامية واسعة بعيدة عن ما تستحقه من ترويج مكثف وكأنه حدث سوف تنتهي أزمة الكهرباء بعده ومن غير رجعة على الرغم من ان الشبكة الكهربائية العامة تعمل فيها المئات من هذا النوع من المحطات التي تم تنفيذها منذ بدايات دخول الكهرباء الى العراق وحتى الان..
ان استمرار هذا النهج في عرض عناوين براقة للمشروعات الكهربائية المنفذة أو المخطط لها وبالتوازي مع تفاقم أزمة الكهرباء سوف يكون عاملا اساسيا في انعدام الثقة بين السلطة المعنية في إدارة شؤون الكهرباء والمواطن متلقي الخدمة هذا في حالة ان بقي منها شيئًا.
{ مهندس استشاري