ارتبطت مقدرات الشعب وأرزاقه وقوت ابنائه بمشاكل البرلمانيون وصراعهم الذي لاينتهي ، فلا توجد دولة في العالم الحديث يتكرر لديها مثل هذا الخلاف المعقد على إقرار الموازنة في كل سنة كدولتنا ويستمر الخلاف بلا توقف لشهور عديدة حتى نتجاوز منتصف السنة والموازنة لم يتم إقرارها بعد فهي الطاقة المحركة لحياة المجتمع الاقتصادية من داخل وزارات الدولة بما فيها التعيينات والقروض والسلف والأعمال وأموال التعويضات وباقي المشاريع المتوقفة بسببها ، أن الشعب من شماله لجنوبه يقف حائراً بانتظار مايخلص إليه البرلمانيون والحكومة بخصوص الاتفاق وخاصة أصحاب الآراء المتصلبة منهم … يبدو أننا لانمتلك حل لهذه المشكلة التي صارت تتعقد سنة بعد أخرى فالجميع لايرضى بحصته من التخصيصات الهائلة التي لو منح تخصيص محافظة واحدة من محافظاتنا الى دولة مثل السويد أو بلجيكا او الأردن لاستطاع شعبها ان يعيش في نعيم لسنتين متتاليتين .. يبدو أن الحل الوحيد هو الاستعانة بالأمم المتحدة من أجل تخصيص خبراء بإشرافها لكونها مؤسسة دولية تعنى بشؤون الدول الغنية المنهارة كدولتنا بغية تنظيم حياة مجتمعاتها الاقتصادية والحفاظ على ماتبقى من أموالها وأموال أجيالها القادمة من الضياع فقد راحت تهدر بطريقة عجيبة لم تحدث مثلها حتى في الحرب العالمية الأولى والثانية … اتضح بعد التجارب الطويلة المكللة بالخيبة والفشل والخسران بأننا نفتقر الى العقول الاقتصادية المدبرة وغير قادرين على التخطيط بهذا الشأن لأننا نفتقر إلى أصحاب الخبرة الشاملة من جانب ونعاني من الفساد المالي ونهب الأموال من الجانب الآخر فلماذا لا نسلم أمورنا إلى الأمم المتحدة لتنظيم شؤوننا ونخلص ؟.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *