حتى تصبح معلما ينبغي ان تكون شخصا مميزا .
انها عملية اختيار مهنة مستندة الى الرغبة في إحداث تغيير في حياة الاطفال والمراهقين والشباب .
انها مهنة تستحق اكثر مما تحصل عليه .
انها ليست مجرد عمل في يوم مدرسي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا ويستمر لما بعد الثالثة او الرابعة عصرا .
ان ممارسة مهنة التعليم هو اسلوب حياة اكثر من مجرد كونه عمل او مهنة يسترزق منها .
المعلم بحكم عمله يخوض يوميا معارك مستمرة متعبة فكريا وحتى جسديا طرفاها هو وحوالي اكثر من ثلاثين طفل او مراهق او شاب يتوجب عليه ان يكون مسؤولا عنهم .
انه اسلوب حياة يتطلب من المعلم ان يحاول بجد ان يمنح وقته وان يولي اهتمامه لكل تلميذ في صفه مع علمه انه شخص واحد وهم كثيرون .
وعلى المعلمين ان لا يكونوا انانيين ، فتلاميذهم ونجاحهم هو الاولوية رقم واحد بالنسبة لهم وهذا شيء يجب ان يكون هدفا رئيسيا عليهم ان يضعوه نصب اعينهم .
لذلك على كل معلم أن يكون موجها مخلصا وإسوة حسنة يقتدى بها وأن يكون شخصا يمكن للتلاميذ أن يمنحوه ثقتهم .
فالمعلم يقوم بتغيير حياة الطلبة ليس فقط عن طريق إعطائهم المعارف النظرية والتطبيقية ولكن ايضا عن طريق تعليمهم كيف يصبحون مواطنين افضل في الحياة .
قد لا يدرك الطلبة هذا الجهد الذي يبذله المعلم في فترة الدراسة ولكنهم فيما بعد وبعد ان يخوضوا معترك الحياة عندها فقط سوف يشكرونه على فعله ذلك .
أن تكون معلما قد يبدو شيئا سهلا ولكنه في واقع الامر يستلزم اكثر مما يعتقده اي شخص .
انه يتطلب الاستعداد والتحضير حتى في عطلة نهاية الاسبوع للاسبوع الدراسي القادم وهو امر يتطلب تحضير خطط الدرس واجتماعات اولياء اﻹمور وما الى ذلك وهو امر مضني في حد ذاته ويتطلب متابعة وتوجيه .
يجب ان يكون المعلم مؤثرا لمصلحة التلاميذ حتى على مصلحته الخاصة وان يكون شخصا مهتما .. شخص لا يتوقف البتة عن تحفيز التلاميذ والايمان بقدراتهم وهذا درس عظيم في الحياة .
هذا المعلم سوف لن يتخلى عن تلميذه قط .
وهذا شيء يجعل التلميذ يشعر بالسعادة .
ان مهنة التعليم لا تتعلق بإلقاء محاضرة او تدريس منهج دراسي محدد ومقرر سلفا او تتعلق بالعمل على ان يحصل التلاميذ على علامات جيدة في الامتحانات . انما هي تتعلق بتعليم هؤلاء الاطفال والمراهقين والشباب ما يمكن ان يصبحوا عليه في المستقبل وماذا يمكن لهم أن يأملوا في تحقيقه في هذه الحياة .
انها مهنة تتعلق بإعداد اجيال المستقبل والايمان بهم وبقدراتهم .
وفي مقابل قرار المعلم في ان يكون جزءا من اسلوب الحياة هذا الداعم للتلميذ فان التلميذ بدوره سوف يكون دوما مخلصا لمعلمه وسوف يحبه بدون قيد او شرط .