عند إفتتاح الدورة الأولمبية في الصين يوم (4\2\2022) , تقدم مراسيم الإفتتاح (56) مواطن يمثلون أعراق وطوائف الصين , وهم يمررون العلم الصيني فوق رؤوسهم , تعبيرا عن تضامنهم الوطني , وإصطفافهم تحت اللواء الذي يرمز لهم جميعا.
طوائف , أعراق , مذاهب , ديانات , لغات , ومشارب متوحدة , متماسكة , متسابكة , كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى!!
وأمة العرب والمسلمين تبحث عمّا يفرّقها , وفيها ما يوحدها ويمازجها أكثر مما عند الصين بعشرات المرات.
فأين العلة؟
إنها النفس الأمارة بالسوء والبغضاء , التي تتحكم بوجودنا وتساهم في تمزيق كياننا , وتدمير جوهر بنيتنا القيمية والأخلاقية.
فالصبن أمة عاقلة , ذات عقول فاعلة , وكأننا أمة منفعلة ذات عقول معطلة , وذلك لب المأساة ومنبع الويلات.
ربٌّ واحد , كتابٌ واحد , لغةٌ واحدة , وتأريخٌ مشترك , وتقاليدٌ وعاداتٌ متشابهة , والكثير مما هو مشترك بين أبناء الأمة , ونهج الفرقة والشقاق والتحارب والتماحق سائد في ربوعها , ومهيمن على مصائر العباد والبلاد بأسرها.
فهل سنتعلم من الصين مبادئ ومهارات وآليات بناء الأوطان , وتحقيق القوة والرقاء والأمان.
أمتنا تكونت تحت راية واحدة , وضعفت عندما أكلتها آفة التفرقة والتنافر والتناحر , وتقسَّمت شعوبها تحت رايات الأحقاد والإنتقامات.
فعلينا أن نؤوب إلى رشدنا , ونحترم عقلنا , ونتبصر بمآلات أفعالنا , وقيمة وجودنا , وكيف نبني حياتنا بما يليق بجوهر أمتنا الخالد فينا!