هل صحيح ان المجتمع يعيش حالياً في زمن ضاعت فيه ، أساسيات الوفاء ، وبات بعض الناس يشتقون الظاهر من الجوهري، فنراهم يتنقلون في الدنيا مثل (دولاب الهوا)؟
شخصياً ، لاحظتُ ان رقعة هذه الظاهرة اتسعت في الوسط الثقافي والصحافي ، فأنت عزيز ، ومهم ، ومحط رعاية ، حين تكون في موقع وظيفي تبسط يديك من خلاله ، وتقدم خدماتك عن طيب خاطر ، لكن ، عندما تدلهم ظروفك ، بفعل خارج عن ذاتك او تواجهك طوارئ ، فأنت منسي ، لا احد يتذكرك ، ومن كان يهاتفك في اليوم مرات ، كي تنشر له خبرا ، او يتوسطك لنشر مقالة له ، او متابعة شأناً يخصه غير قادر على انجازه ، يشعرك بأنه الغى رقم هاتفك من جهازه النقال ، وما عاد يتذكرك ، وهو السابح السابق بأسماك ، والساعي لكسب ودك ، طامحاً بابتسامة منك!
فهل اصبح ، عدم الوفاء وبعض “المثقفين والاعلاميين” مساران متوازيان، متساويان؟ ربما لا ابالغ ان اجبت بنعم ، رغم وجود استثناءات على ارض الواقع ، فأذناي تسمع دوماً عبارات من بعض الذين ألتقيهم عن نماذج شعارهم (عدم الوفاء) وسلوكهم لا يتعدى التملق ، وكثيراً ما لمستُ من الذين صدموا بعديمي الوفاء، حاجة خرساء على البكاء .
وعديمو الوفاء، تصبح الأشياء عندهم متساوية، فلا يفرقون بين الأيام والساعات ولا بين الضوء والعتمة والحركة والسكون أو النهيق وتغريد البلابل !
إن الذين فقدوا حسنة (الوفاء) ترى روحهم علوقة بالتمرد والنكران فهم يحبذون السفر إلي الموائد بغض النظر، عما تحتويه من مأكولات ، ويغادرونها على حين غرة ، عندما تقل (اللحمة) من فوق الأرز… أو يقل ما يحبذون من أنواع الطعام… يتسابقون في الخروج من مضيّفهم قبل أن يحتسوا شاي الختام .
كم هو محظوظ، الإنسان الذي يتولى قيادة الأشياء، بدلاً من أن يتولى (عديمو الوفاء) قيادته… فهم يقودون في الظلام بدلاً من ضياء الشمس، ويثّرون عن طريق (الربح الحرام) أياً كان… متناسين أن للأكذوبة… أرجل وأن للفضيحة أجنحة!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *