– طيلة حياتهم كانت الغالبية العظمى من الشعب العراقي تعيش إما حد الكفاف.. أو دونه.. أو أكثر منه قليلاً.
– ويسكنون في بيوت بسيطة من الطين.. أو في بيوت من الصرائف.. أو حتى في خيم.
– وفي المدن يسكنون في بيوت بسيطة من الحجر.. ويسكن في البيت الواحدة عدة عوائل بالإيجار.. لكل عائلة غرفة واحدة.
– ولا يوجد أي أحد يمتلك مدخرات أو أطيان عندهم.. باستثناء العوائل الغنية والتجار التي تسكن بيوتاً وقصوراً في بغداد والمدن الكبيرة بشكل خاص.
ـ حتى الغالبية العظمي من الموظفين الحكوميين كانوا يعيشون بالكاد.. ورواتبهم حتى المناصب العليا كانت لا زيادة فيها عن الحاجة الضرورية.
في العهد الملكي
ـ إذا كان المسؤولون الكبار في العهد الملكي غالبيتهم نزيهين.. فإن موارد العراق كانت تسرق من قبل الشركات النفطية الأجنبية المستحوذة على نفط العراق.
– اضافة لسرقتها من بعض شيوخ العشائر الكبيرة.. الذين يستحوذون على كل المحصول الزراعي.. والذين تحول غالبيتهم الى إقطاعيين كبار.
– ويبقى الفلاح طيلة عمره يحرث.. ويزرع.. ويجمع المحصول بلا مورد.
– ويمنحه الشيخ ما يسد رمقه وأطفاله بالكفاف.. ويبقى مديناً لشيخه طيلة عمره.
– بل إن الإقطاع في جنوب العراق خاصة.. يمارس دور المالك للفلاح وعائلته.. بنظام القن.. أي العبيد.. وللإقطاع حق التصرف بالفلاح وأسرته بما يشاء.. حتى بزواج بنات الفلاح.
ـ وفي أوائل خمسينيات القرن الماضي.. ومع زيادة عائدات النفط للعراق أنشأ العراق مجلس الأعمار.. الذي استطاع إقامة مشاريع أروائية استراتيجية.. ومشاريع عمرانية وإنشائية وتربية عديدة
العهد الجمهوري:
ـ وهكذا استمر وضع العراق في العهد الجمهوري الأول.. الذي حاول إنهاء الإقطاع بتطبيق قانون الإصلاح الزراعي.. وإنهاء احتكار شركات النفط الأجنبية.. لكنه فشلً في الاثنين.
ـ ظل الحال الى حدٍ ما في عهد الأخوين عارف. “عبد السلام وعبد الرحمن”.
– مع ذلك استطاع حكم عبد الكريم قاسم والأخوين عارف القيام بمشاريع عمرانية واقتصادية وتعليمية عديدة.. وتحسين قليل في حياة السكان.
ـ وفي عهد احمد حسن البكر.. وبعد نجاح تأميم النفط.. وفورة الأسعار النفطية العام 1975.. تنفس العراقيون الصعداء.. وعاش غالبيتهم بوضع معاشي جيد.
ـ في عهد صدام.. استمرت حالة الانتعاش الاقتصادي.. والتنمية والبناء والتطور فترة قصيرة.. لتبدأ حروب العراق الداخلية والخارجية.. ثم أصبحت خزينة العراق.. خزينة الحاكم.. يلعب بها كيفما يشاء.
ـ استكمل الحالة الحصار الاقتصادي الشامل على العراق.. ليعيش غالبية العراقيين جياعاً.. ليبيعوا كل أثاثهم.. وحتى أبواب بيوتهم.
– ليوفروا معيشتهم فقط.. ومئات الآلاف.. خاصة المثقفين وأساتذة الجامعات غادرت العراق من أجل لقمة عيشهم.
ـ ثم جاء الاحتلال الأمريكي والعملية السياسية الحالية.. ليسرق العراق كاملاً حتى نفطه.. وليرجع الغالبية العظمى من العراقيين ع الحديدة.
ـ واليكم الحقائق بالأرقام:
ـ رواتب وامتيازات المسؤولون الكبار في العراق 1920ـ 2016
أولا: العهد الملكي 1921 ـ 1958
– العائلة المالكة: طعامها يشترى يومياً بقوائم أصولية وبأسعار السوق : فيشترى المخضر والفواكه واللحوم كل يوم. وإذا قرأت قائمة المسواك اليومي للعائلة المالكة.. تبكي على هذه العائلة: مثلا : كيلوين باذنجان.. أو كيلوين باميا.. كيلوين بصل.. كيلوين طماطة.. كيلوين أو ثلاثة كيلوات لحم.. باقتين معدنوس.. كيلوين برتقال.. والقائمة في كل الأحوال بين ثلاثة الى أربعة دنانير.. وهكذا.
ـ2- رواتب العائلة المالكة العراقية
ـ الملكة : 476 روبية
ـ أبناء الملك : 180 روبية
ـ الطباخ : 250 روبية
ـ رئيس الإسطبل : 200 روبية
ـ (28) دينار راتب الملكة
ـ (9) دنانير راتب الأمير غازي
ـ (10) دنانير و950 فلسا راتب شهري لكلا الأميرتين
((الروبية تعادل 75 فلسا.. والدينار يساوي 1000 فلس)).
ـ ملاحظات مهمة:
ـ رفضت الحكومة العراقية صرف راتب للأمير عبد الإله (شقيق الملكة عالية).. لأنه كان غير متجنس بالجنسية العراقية.
– وعندما اكتسب الجنسية العراقية.. ظل بلا راتب ..على الرغم من انه كان الوصي على عرش العراق منذ مصرع الملك غازي في نيسان 1939.. لكون الملك فيصل الثاني كان طفلاً.
-وبعد فشل حركة رشيد عالي الكيلاني في أيار 1941 تقرر صرف راتب شهري للأمير عبد الإله (180) دينار.
ـ كانت بعض العوائل العراقية الثرية تعيش حياة أكثر رفاهً من العائلة المالكة.. التي كانت تعتمد في مصروفاتها على أيجار أملاكها في الحجاز.. وكان إرسال مبالغها عن طريق وكيل العائلة المالكة في الحجاز محمد نصيف.
ـ لكن لكل قاعدة استثناء.. فقد أثرى بعض رؤساء الوزارات.. وبعض الوزراء.. ومسؤولين كبار آخرين في العهد الملكي بطرق غير مشروعة.. لكنهم كانوا يشكلون نسبة ضئيلة.
4ـ قوائم اجور الهواتف والماء والكهرباء لمنازل المسؤولين الكبار يدفعونها من جيوبهم الخاصة.. ولا يتأخر احدهم عن دفعها.. (لان المسؤول أول من يطبق القانون.. عيب يخالف القانون.. والعيب كانت كبيرة جداً).. والجرايد يشروا على الحبل.
5ـ كان نوري السعيد عند تكليفه برئاسة الوزارة يشترط أن يكون وزيراً للدفاع إضافة الى رئاسة الوزراء.. لان مخصصات وزارة الدفاع مفتوحة.. حتى يستطيع أن يدعو المسؤولين الأجانب (أصدقاؤه) الذين يزورون العراق بدعوات خارج البرنامج المحدد للزيارة.. رداً على الدعوات الخاصة له من قبل المسؤولين في بلدانهم.
ثانيا: العهد الجمهوري الأول: (14 تموز 1958 ـ 7 شباط 1963):
ـ استمرت الحالة نفسها بعدم شمول (مجلس السيادة بأية مخصصات طعام أو أي مخصصات أخرى.. (طبعا مجلس السيادة.. ما يوازي رئاسة الجمهورية).. كذلك الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة لم يمنحوا أية مخصصات جديدة.
ثالثا: عهد البعث الأول: (8 شباط 1963ـ 17 تشرين الثاني 1963).
ـ كانت الفوضى عارمة.. وهناك البعض من المسؤولين والحرس القومي تجاوزوا على المواطنين.
– وأخذوا ينهبون ويتجاوزون على أموال الناس وأعراضهم.. خاصة على من يحسبون على نظام عبد الكريم قاسم من الشيوعيين والقاسميين.
ـ منحت رتب عسكرية كبيرة مخالفة للقوانين المرعية.. للكثير من المسؤولين العسكريين والمدنيين.. وفي المقدمة منهم رئيس الجمهورية.. ورئيس الوزراء.. وأعضاء مجلس قيادة الثورة.. والوزراء.. وقيادة الحرس القومي.
ـ أخذت التجاوزات تتسع على أموال العامة والخاصة.. وانتشرت الرشوة بشكل لم يعهدها العراق منذ العام 1920 حتى شباط 1963.
رابعا: عهد الأخوين عارف.. (18 تشرين الثاني 1964 ـ 16 تموز 1968).
ـ لم تكن هناك أية مخصصات لأي من المسؤولين.. واتسم غالبية المسؤولين المدنيين بالنزاهة.. لكن حكم العسكر كان فيه العديد من الفساد المالي.. خاصة في الجيش والعمليات العسكرية في شمال الوطن.
ـ أثبتت الوقائع إن الأخوين عارف (رئيسي الجمهورية شباط 1963ـ تموز 1968).. لم يسجل عليهما أية مخالفات مالية.. ولا أثريا على حساب المال العام أو الخاص.
ـ كما لم يسجل على الغالبية العظمي من وزراء وكبار المسؤولين في حكم الأخوين عارف مخالفات مالية… أو إثراء غير مشروع.
خامسا: عهد البعث الثاني.. (البكر ـ صدام 17 تموز 1968 ـ 8 نيسان 2003).
ـ1- عهد احمد حسن البكر..(( 17تموز 1968 ـ 16 تموز 1979)).
ـ افتتح البعث نظامه بسرقة أموال خمسين من كبار التجار العراقيين بضمنهم عدد من اليهود العراقيين بإعدامهم في كانون الثاني العام 1969.. (أي بعد مرور خمسة أشهر من سيطرتهم الكلية على السلطة).. بتهمة التجسس.. وتم مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة.
ـ ثم أخذ الفساد يتصاعد بعد نجاح تأميم النفط العام 1972.. وكان المثل الأعلى الذي يضرب به في الرشوة والفساد الحاج خير الله.. خال صدام حسين (ألحرامي رقم 1 طلفاح,, محافظ بغداد).
– توسع الفساد في الجيش والعمليات العسكرية في شمال الوطن.
ـ2- عهد صدام حسين.. (( 17 تموز 1979 ـ 8 نيسان 2003)).
ـ عندما تسلم صدام قيادة الدولة والحزب والجيش العام 1980.. أصبح صدام هو العراق.. والعراق هو صدام.
– وهكذا: كانت خزينة الدولة.. وكل شيء في العراق ملك للحاكم يتصرف فيه كيفما يشاء.
– وخلال الحرب العراقية – الايرانية قلص كل التخصيصات والامتيازات من الموظفين خاصة.
– العام 1986 فرض صدام على العراقيين (التبرع بذهبهم الى الدولة).
– وهكذا استحوذ على كل ذهب العراقيين والعراقيات ليبني بها عربة من ذهب.. ملوكيه له!!
ـ وعندما غزا صدام الكويت.. كانت توجيهاته واضحة بسرقة كل المؤسسات الحكومية الكويتية.
– ثم فتح الباب على مصراعيها ليسرق السارقون (من المسؤولين والتجار والكثير من الناس العاديين) كل شيء.. ولم يتوقفوا إلا والكويت ع الحديدة.
ـ بعد طرده من الكويت.. وافق على كل قرارات مجلس الأمن الدولي الظالمة.. ومنها تعويض الكويت عن كل أضراره الناجمة عن غزوه وسرقة كل شيء منه.
ـ وبدأ العراق يدفع التعويضات المضخمة جداً بعد تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء في أواخر العام 1996.. ومازال العراقيون حتى ألان يدفعون تعويضات ما نهبً من الكويت بأمر صدام وتوجيهاته.. وعندما انخفضت أسعار النفط الخام عالمياً العام 2014.. توسلً العراق من الكويت تأجيل تعويضاته.
ـ وخلال الحصار الاقتصادي على العراق (1991ـ 2003).. استولى صدام على أموال التجار العراقيين الذين أعدمهم.
– كذلك على اموال واملاك التجار الشيعة والكرد الفيليين الذين تم تسفيرهم خارج العراق.
– كذلك استولى على كل الأموال المنقولة وغير المنقولة لكبارالتجار العراقيين ال (42).. الذين إعدامهم في تموز العام 1992 وغيرهم.
ـ وأصبحت التجارة.. والقوة الاقتصادية.. والأموال الخاصة بيد أبناءه وأقاربه.. وأبناء كبار المسؤولين.. فأصبحت كل القوة الاقتصادية للعراق بيدهم.
ـ وتوسع الفساد ليشمل كل مؤسسات الدولة.. حتى آثار العراق التاريخية.. اخذ المسؤولون يتاجرون بها.
سادساً: الاحتلال الأمريكي
1ـ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003 سرق كل شيء.
– وسرق بعض الجنود الأمريكان وبعض العناصر من القوات الأخرى التي شاركت بغزو العراق كل ما غلا ثمنه وقلً وزنه.
– كما شاركت في النهب أحزاب المعارضة التي جاءت مع المحتل.
– كما شارك البعثيون في نهب المؤسسات الحكومية (العسكرية والمدنية) بناءً على توجيهات حزبهم.. وغالبية العراقيين في نهب المال العام.
– إضافة الى دول الجوار.. التي كانت سرقت البحرية العراقية أساطيل وسفن وناقلات نفط عسكريه ومدنيه نهبت بالكامل ومعامل ومصانع فككت ونقلت ومخازن اعتدة ثقيلة بمئات المليارات نهبت وقواعد جوية أفرغت مستودعاتها بالكامل وقوائم لا تعد ولا تحصى تقدر بمئات المليارات أو يزيد.. كذلك المؤسسات الحكومية والعالمية سرقت.. ثم أحرقوها.
2ـ وخلال حكم بول بريمر للعراق الذي استمر سنة واحدة (أيار 2003 ـ أيار 2004) استمرت سرقة أموال العراق من قبل بعض عناصر الجيش الأمريكي.. ومن الساسة الجدد.. وبريمر نفسه سرق من صندوق تنمية العراق (19) مليار دولار من أموال العراق.. ولحد الآن لم يستطيع العراق استرجاعها.
سابعا: العهد الحالي 2004 حتى اليوم
ـ الكل متهمون بالأدلة إنهم يسرقون.. كبار المسؤولين وكتلهم وأبنائهم.. سواء بشكل مباشر.. أو عن طريق العمولات.. أو بالعقود.. أو التزوير.. أو ببيع المناصب.. أو غسيل الأموال.. أو بالموظفين الفضائيين.. أو بتهريب النفط.
– أو بالاستحواذ على العقارات والأراضي والبساتين.
– أو بالعمالة للأجنبي.. أو بالخيانة.. أو بتهريب السجناء والمعتقلين.. أو بالاختطاف.
– أو بسرقة المصارف وتجار العملة.. أو من بسرقة محلات الصاغة.. أو بسرقة رواتب الموظفين.
– أو بتجارة البشر.. أو بالقتل على الهوية.. أو ببيع أجزاء من العراق.. أو بغيرها من أشكال.
ـ كما أخذ هؤلاء المسؤولين صيغ جديدة بالفساد وسرقة المال العام بتعين أبنائهم وأنسابهم وأقرباءهم بوظائف عليا ودبلوماسية.. من دون وجه حق.. ولا تحصيل دراسي.. ولا كفاءة.. في الوقت الكل يصرخون بالتقشف وتقليل النفقات.
ـ الكارثة.. صدور قانون العفو العام .. وبموجبه أطلق سراح المسؤولين الكبار.. الذين نهبوا موازنات العراق.. بدفع ما سرقه ويطلق سرحه.. حتى لم يدفع عنها فوائد الأموال عن السنين التي سرقها.