أحببت ان أتشرف في اعداد بعض الأسطر عن الامام المعصوم محمد الجواد (عليه السلام) ،ان امامنا الجواد (ع) هو ثالث المحمدين الأربعة المعصومين الأثنى عشر ، أولهم محمد رسول الله (ص) وثانيهم الإمام الخامس محمد بن علي الباقر (ع) وثالثهم هو (ع) ورابعهم الحجة الثاني عشر الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج) ، الإمام التاسع والمعصوم الحادي عشر ، حجة الله على العباد ، وشفيع يوم التناد ، جواد الأجواد ، ومحل الرشاد ، ومفتاح السداد ، باب المراد ، الإمام الهمام ، ومجتمع الشيعة الأمجاد ، صاحب المصائب من أهل الألحاد والتي تندك لها الجبال الأطواد ، وتتفطر لها السبع الشداد ، الإمام الأقدس ، صاحب المعجزات ، والمأثر المشهورة الإمام محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب سلام الله تعالى عليهم اجمعين ، وأبنائه المعصومين . كانت حياته عليه السلام صورةً عن حياة آبائه الأطهار(عليهم السلام أجمعين)، عاشها في أداء الرسالة المحمدية وتأدية الأمانة، رغم المصاعب والشدائد التي كانت تحيط به، وقد اجتمع حوله الناس، وروى عنه الرواة الأحاديث الكثر في مختلف المواضيع. وأثرت عنه أقوال تعدّ من أبلغ الحكم والمواعظ. كان الإمام الجواد (ع) صغير السن حين تولى الإمامة بعد شهادة ابيه الرضا (ع) حيث كان ابن سبع سنين وثلاثة أشهر ، او تسع سنوات وأشهراً ، بل كان عمره (ع) على المشهور سبع سنين وسبعة اشهر وسبعة أيام ، ولم يتولَ احد الإمامة في مثل هذا العمر الصغير إلا ابنه الإمام الهادي (ع) بعده ، وبعدهما الإمام الحجة (عج ). وكان أيضاً أقل الأئمة عمراً ، فقد عاش (ع) على المشهور خمساً وعشرين سنة وأربعة أشهر وستاً وعشرين يوماً فقط ، وإذا حذفنا منها سنوات حياته مع أبيه (ع) وهي سبع سنوات وتسعة أشهر وتسعة عشر يوماً ، فتكون مدة إمامته سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة عشر يوماً . قرر الخليفة العباسي المعتصم التخلص من الإمام (ع) ، فأوعز إلى زوجة الإمام (ع) أم الفضل ، كما أنها فعلت بايعاز من أخيها جعفر بن المامون أيضاً . فجعلت السم في العنب الرازقي واطعمته الإمام (ع) وقيل أنها سمت العنب بمسحه بمنديل مسموم ، وإن الإمام (ع) عندما أحس بأثر السم ادرك انه منها ودعا عليها ، وكانت شهادته (ع) يوم السبت السادس من شهر ذي الحجة الحرام من سنة عشرين ومأتين من الهجرة الشريفة في بغداد ، ودفن في مقابر قريش بظهر قبر جده الإمام موسى الكاظم (ع) ،ويقال أن جنازته (ع) بقيت ثلاثة أيام بلا دفن ، ومثل هذا القول ورد بشأن جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع ) الذي بقي على جسر الرصافة ببغداد كذلك ، وايضاً بقي سيد الشهداء أبي الاحرار الامام الحسين(ع) ثلاثاً. ومن الأقوال المأثورة عنه قوله عليه السلام:حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به، ومن حيائه أن لا يلقى أحداً بما يكره . . ومن سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه، وإخراجه حقّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه، وتجنّبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلّة شكواه، ومن إنصافه قبول الحقّ إذا بان له . . ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه . . ومن سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه. وقال عليه السلام: العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركاء. وقال (ع) أيضاً: من عمل بغير علمٍ كان ما يفسد أكثر مما يصلح، إيّاك ومصاحبة الشّرير، فإنّه كالسيف المسلول، يحسن منظره ويقبح أثره . . . عز المؤمن غناه عن الناس. وقد أحاطت كلماته عليه السلام بجميع الجوانب التي تشدّ الإنسان إلى الخلق الكريم، والأدب الرفيع، والسلوك القويم، وكلّ ما يرفع من شأن الإنسان، ويوفّر له السعادة، والكرامة، في دنياه وآخرته. لهذا ونحوه، وهب الأئمة ألأطهار من أهل البيت عليهم السلام حياتهم ووجودهم، وتحمّلوا في سبيل ذلك كلّ أنواع الظلم والجور والتّشريد، ورحلوا عن دنيا الناس بأجسادهم، وظلّوا فيها أحياء بسيرتهم ومبادئهم وتعاليمهم، التي تلهم الأجيال كلّ معاني الخير والنبل والفضيلة، في كلّ زمانٍ ومكانٍ. سلام عليك سيدي ومولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا وأنت الحي ما بقي الليل والنهار وانا لله وانا اليه راجعون .