مرت سنتان هلك فيها الصنفان من المبدعين حيث ينتظر الصحفيون والفنانون إستلام المنحة المالية التي أمر بها نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، وبلغت مليون دينار عراقي يعني مايقل عن المائة الف دينار شهريا، وفي الحقيقة فإن المؤسسات التي تعتني بالمبدعين، ومنها نقابة الصحفيين ونقابة الفنانين غير مسؤولتين عن المنحة وحجم التحصيصات المالية، وكانتا تمارسان دورا تنظيميا وضاغطا في سبيل تأمين تلك المنحة التي حجبت لاحقا، وأعيد تسليمها في خلال حكم الكاظمي وبمبلغ ستماية ألف دينار فقط، ثم قامت نقابة الصحفيين بتنظيم قوائم بأسماء الصحفيين ورفعتها الى وزارة الثقافة التي تقوم وفقا لمعادلة الإدارة والصلاحيات بتوزيعها.
المبدعون في العراق، ومنهم الصحفيين، ومنهم الرواد ، ومنهم المتقاعدين ينتظرون هذه المنحة المالية، ولكل أسبابه، ولكن الجميع يخضع لقاعدة ثابتة تقول: اللهم أرزقني مالا فإنه لافعال بلا مال….
الصحفيون والفنانون والكتاب والشعراء والمشتغلون في فنون مختلفة يأملون إطلاق تلك المنحة، لكن الأيام مرت وهم يسألون عن موعد التسليم بعد أن قاموا بتنظيم ألاستمارة الخاصة بذلك، وكان الحديث يجري عن تسليمها بمبالغ زهيدة، وعن عدم إطلاقها لعدم وجود أموال كافية، وقيل: إن إطلاق الموازنة المالية سيعجل بإطلاق المنحة لوجود أموال كافية في خزينة الدولة.
تلك المنحة تقدم لفئات لاتشتغل في التجارة ولافي السياسة، بل في الإبداع، وفي الإبداع ضياع خاصة حين يكون المبدعون في بلاد تعاني، ولاتوجد لديها قوانين واضحة تعتني بالإبداع والمبدعين الذين ينتظرون الى إجتهاد الحاكم والمسؤول، وعلى طريقة خلفاء بني العباس وحكام العصور الغابرة الذين يسمعون لقصيدة من شاعر كأبي العتاهية، أو للحن من زرياب، فيرمونه بكيس من الدراهم، فمازلنا لم نصل الى مرحلة وضع قوانين ثابتة لدعم الإبداع، وتواصل نقابة الصحفيين ونقابة الفنانين جهودهما لحمل المسؤولين على إتخاذ قرارات سريعة وناجعة قد تتمثل بمنح مؤقتة، الى أن تصل الى قوانين حمائية كافية.
السوداني وفقا لمعطيات على الأرض يمتلك الشجاعة والإرادة لإتخاذ تدابير مؤقتة ودائمة لتجنب عاصفة يلتقي فيها منخفض بارد بتيار دافيء، فينتج مالايسر من برد ورياح ومطر.