لكل مجال من مجالات الحياة العامة عند البشر تأثيره الخاص على نفس الانسان ولكل رفيق تأثير مضاعف على روح الانسان لذلك نجد بان ايات القران الكريم والروايات تحثنا على الاهتمام باختيار الأماكن والمجالس والاصحاب بدقة .
واكيدا ان من افضل المجالس والاماكن واروعها هي الحسينية لانها مجالس ذكر الله وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وهي تربي النفس وتهذبها كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام لفضيل: “تجلسون وتحدثون؟ قلت نعم جعلت فداك قالعليه السلام إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كان أكثر من زبد البحر .
وبكل تأكيد إن من يجلس في هذه المجالس ( المجالس الحسينية ) سوف يرتقي ويسمو ويكون أفضل من غيره إن سمع الكلام واتبع أحسنه اذن بالنتيجة هي مربي للبشر وخاصة الاجيال المعاصرة حيث عواصف وامواج البلاء والاختبار والتطور الالكتروني والحداثه وظهور البدع الشيطانية وانتشارومواقع الرذيلة والفسق والفجور والانقلاب على العادات والتقاليد الاجتماعية الفاضلة والكريمة في المجتمع .
ان تفنن الشيطان واساليبه المبتذله في نشر الفسق عبر ادواته الخبيثة هدفه الرئيس هو محاربة الشعائر الحسينية والمجالس الطيبة والحسنة .
المتتبع للشاعر الحسينية ومجالسها يرى بكل وضوح ان اهم عامل حققته على الارض هو ديمومه وجذوة الحس الثوري العقائدي ضد القيم الفاسدة والعادات الطارئه الشيطانية ورموزها والشعائر الحسينية تمثل في كينوتها حائط الصد ضد الانحرافات الاجتماعية والاخلاقية بكافة اشكالها ومسمياتها حتى اصبحت هدفا لكل اعداء الاسلام والدين المحمدي الاصيل .
الحسين ( ع) لم يخرج فقط للاصلاح واستمرار الصلاة والصيام والحفاظ على الاسلام انما خرج لاهداف حيوية وعالمية ومستقبلية ابعد من الامور المتعارف عليها والمنقولة وهو القائل ( من لحقني استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح ) اذن ان هنالك معركة مستمرة على طول الخط مع الباطل واهل الباطل وهنالك فتح كبير يحتاج الى ادوات لنصرته وتفعيله على ارض الواقع .
المجالس الحسينية هي بمثابة صفعة مؤلمة للشيطان واساليبه الملتويه الذي مابرح ان يخطط تخطيطا مستمر لتدمير كل المفاهيم الاسلامية والانسانية والخلقية والتعدي العلني والصريح على الرب بعناوين شتى وان هذه الصفعة تنعاد كل عام وان شهادة الامام الحسين(ع) هي ملحمة الاستقامة لدين النبي(ص واله) وانها ضربة موجعة لاتباع الشيطان والكافرين والمجالس الحسينية هي رسالة عظيمة تقول للعالم اجمع بان الاسلام المحمدي باق رغما عن انوف الملوثين .
تضحية الامام الحسين(ع) الخالدة كشفت زيف الحكام الامويين وادعياء الدين والاسلام عملاء الروم وذيولهم تحت الطاولة وفضحتهم الى الابد .