الكاتب علي فالح الزهيري

عند تشكيل أي حكومة جديدة نسمع أن الخير قادم من كل الاتجاهات, وعود وعهود لحل كل المشاكل التي يواجهها الشعب العراقي, ومعالجة جميع الملفات العالقة أمام تقدم العراق والمواطن العراقي, الذي عانى من الحروب, والفساد ,والارهاب ,والفقر, والأزمات ,والمآسي, والويلات, والفقر والخ, وأن هذه الحكومة لديها العصا السحرية, وبأسرع وقت ممكن ان تحل مشاكل العراق والعراقيين ,ولكن نرى العكس تماماً ,”حكومة جديدة فقط بالاسم”, وهذا هو الفرق الوحيد بينها وبين الحكومات السابقة, نحن اليوم لدينا حكومة تصريف اعمال, وهذه الحكومة دارت البلد أكثر من سنتين, لذا لنأتي ماهو الانجاز الذي قدمته هذه الحكومة ,المتمثلة بالكاظمي :-

أولا:- ((الملف الأمني))

لايزال الملف الامني هو البوابة لاشعال نار الفتنة في البلاد, والوضع الأمني اليوم ليس كما هو بل للأسوء, حيث نبدأها من الأحداث الاخيرة, التي شهدتها محافظة ميسان, حيث مرت هذه المحافظة بأسوء الأيام ,حيث كثرت الاغتيالات, والنزاعات العشائرية, وتصفية الحسابات لبعض مجاميع من العصابات الخارجة عن القانون, حتى طالت تلك الأحداث التيار الصدري, وحركة عصائب اهل الحق, حيث بحكمتهم كون الجانبيين, تشكيل لجنتين لحل المشاكل في المحافظة, واعتبروا ان هذه الاحداث تحاك لإشعال نار الفتنة, بين الطرفين,من أجل جر المحافظة والبلد, الى مالا يحمد عقباه ,وأعلنوا البراءة من القائمين بتلك الأعمال الاجرامية ,وتسليمهم للقضاء ,وتم الاتفاق على مجموعة من النقاط ساهمت لحل المشاكل في محافظة ميسان, التي خرجت عن السيطرة ,هذا ما أظهر ضعف دور الحكومة بحفظ الأمن .

اضافة الى الخروقات الامنية لعصابات داعش الإرهابي, التي تستهدفت أغلب محافظات بين الحين والآخر ,وعزفها على الوتر الطائفي في محافظة ديالى لاكثر من مرة ,حتى راح ضحية تلك الهجمات الارهابية شهداء من القوات الامنية, والحشد الشعبي, بحيث كشفت مشاكل كثيرة, منها استهدفت المواطن الاعزل, والمؤسسة العسكرية, واتهامات هنا وهناك لجهات سياسية ,وهذه الخروقات تكررت كثيرا, فلا يزال داعش يشكل الخطر, من خلال الخلايا النائمة لما تبقى من تلك العصابات الارهابية, وهذا ما يدل على تقصير واضح للحكومة بهذا الشأن .

اما استعراض (ربع الله) في وسط العاصمة بغداد,فقد اوصل رسالة الى الشعب العراقي بأن الحكومة أضعف مما يعتقد!, فقد قيل أنها تابعة لبعض الفصائل المنتمية للحشد وأن” ربع الله” جزء منها مما, اصدرت رئاسة الحشد الشعبي بيانا اعلنت فيه, بآن لاعلاقة لها بما يسمى بـ “ربع الله ” وان الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية مرتبطة برئاسة الوزراء , رافضة كل الاتهامات بخصوص أحداث هذا اليوم, الذي استعرضت به هذه المجاميع في شوارع بغداد.

ثانيا :- ((ارتفاع سعر الدولار))

هذه هي السياسة المالية لوزير المالية علي علاوي في حكومة الكاظمي, حيث قام برفع سعر الدولار, ولازال الى اليوم يصرح بأن تغيير سعر الصرف يؤثر على السياسة المالية للحكومات القادمة, ولا يبالي بأن المواطن الفقير يواجه اصعب الايام, قهرا,وجوعا, بسبب ارتفاع الدولار, فقد وصلت أسعار السلع الى أعلى مستوياتها, في تاريخ الحكومات التي دارت البلد بعد عام 2003,! أي ما أثر هذا الارتفاع بشكل واضح على الفقراء, والمواطن الفقير هو المتضرر الأكبر بسبب تلك السياسة, التي لاترى همومه ومعاناته ,مما اسهمت بارتفاع نسبة الفقر ,وهذا ما اصاب كل الاسواق العراقية بالشلل التام ,بحركة البيع والشراء, وسط دعوات للمواطنين, والساسة, ونواب الى خفض سعر الدولار,حيث اكد النائب الاول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي, في تصريح صحفي, إن ارتفاع سعر الدولار حتى الحكومة لم تستفد منه! وهذا ما يدل على أن استمرار ارتفاع الدولار لا فائدة منه لا للحكومة ولا للمواطن!! .

ثالثا:- ((ملفات اخرى))

نذكر هنا ملفات اخرى منوعة منها (ملف المخدرات) فكثرة انتشارها والمتاجرة بها, ونشاطها خلال هذه الفترة ,مما ساهمت في انتشار ظاهرة القتل, والجريمة المنظمة, والانتحار, فالمجتمع بات سائد به تجارة المخدرات والمدمنين, نحن نسمع اليوم مدمن للمخدرات قتل اهله, واخر قتل عائلته بالكامل, وهذا كله بسبب المخدرات والادمان عليها, دون رادع حقيقي لهذه الظاهرة التي عصفت بهذا البلد !.

أما (ملف حرائق المستشفيات) التي راح ضحيتها الكثير من الخسائر البشرية, نتيجة الفساد وسوء الادارة لتلك المؤسسات ووزارة الصحة, مما أصبح الذهاب للمستشفى هو للموت لا للشفاء!,

اضافةً الى (ملف التعيينات) الخريجين والمحاضرين على طول فترة تولي الكاظمي للسلطة, وهم بين مظاهرات ومناشدات من اجل انصافهم كمحاضرين مطالبين بالتعيين, الى متى يبقى الخريجين مهمشين في نيل حقوقهم في التعيين, فهذه الحكومة لم تنصف الخريج والمحاضر, بسبب الفساد, و الوعود, والمماطلة, والتسويف بحيث طبقة الخريجين في العراق اليوم تملأ شوارع بغداد والمحافظات ,متظاهرين من أجل التعيينات !.

هنا نأتي الى (ملف الكهرباء) فهو من أهم الملفات التي أخفقت حكومة الكاظمي في إدارته, فهي الاسوء بأدارة ملف الكهرباء من الحكومات الماضية ,فأكثر من مرة انهارت المنظومة, لأسباب منها الارهاب ,والفساد ,والادارة ,والكهرباء في العراق باتت من اصعب المعجزات, على بلد نفطي ,فنحن اليوم نعتمد على الدول المجاورة ,كإيران ,والسعودية ,والأردن ,وتركيا الخ مع أن حلها ليس بالمستحيل, لكن هناك جهات خارجية وفساد حكومات متعاقبة, ساهم في جعل العراق البلد الوحيد بلا كهرباء. .أما (ملف الانتخابات) فالكل يعرف ان انتخابات 2021 طالها الكثير من الشكوك ,والمشاكل ,والاتهامات بالتزوير ,واعتراضات على النتائج ,حتى وإن اعترف بها البعض ورفضها البعض الآخر, فالقانون قال كلمته واعترف بها ,ولكن تعتبر هذه الانتخابات هي الاسوء في تاريخ العراق, لكثرة الأزمات السياسية التي جاءت بعدها ؟.

(واخيرا):-

ما نريد أن نقوله ,هو ان هناك ملفات كثيرة بلا حل, وحكومة الكاظمي حكومة حالها حال الحكومات السابقة, لم تقدم شئ للمواطن العراقي, وانها حكومة بعيدة كل البعد عن هموم ومشاكل المواطن الفقير, ياترى هل ستستمر حكومة الكاظمي برفع سعر الدولار ؟

والى متى يبقى حال المواطن الفقير تحت رحمة الدولار ؟ وماذا لو حصل الكاظمي على ولاية ثانية ؟ كيف سيكون مصير العراق, والفقير العراقي ؟ وهل سيذكر التاريخ هذه الحكومة كأسوء حكومة, ام سيكون هناك تاريخ اخر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *