لم تكن لدي سيارة، وكان المكتب الخاص بقناة الشرقية في حي اليرموك غرب بغداد، وكانت الأوضاع الأمنية تجاوزت مرحلة السيئة الى مافوق السيئة، بل هي السيدة لأنها سادت فوق الإقتصاد والسياسة، وحولت حياة الناس الى جحيم، ذهبت بسيارة تاكسي، وحينها وصلت بصعوبة، وكانت نخلتان تبدوان محترقتين لاأعرف بصراحة سبب ذلك، وفكرت إنهما تنتميان لطائفة دينية خاصة بالشجر فإستهدفتا بنيران ليست صديقة، أو أن مروحية أمريكية قصفت قريبا من المكان، وعندما أنهيت المقابلة كان صديق كان عزيزا في حينه يحاول الإتصال بي، وحين فتحت هاتفي الجوال سألني : وينك يامعود؟ قلت عند البرج المسمى صدام ولاحقا بغداد. فأخبرني أنه سيسرع ليصلني، فالمكان ليس آمنا تماما، وقد ركبت الى جواره بالرغم من أنه لم يتوقف، بل أبطأ السير، وعبرنا المكان الى غيره، وأتذكر أن سيدة سياسية عاتبتني في اليوم التالي بعد مشاهدتها المقابلة، ولم تكن تعترض على ماتحدثت فيه، ولكنها إعترضت على ظهوري في الشرقية، ولكن إيماني الصحفي يعلمني دائما أن أظهر في وسائل الإعلام لأقول مايقترب كثيرا من الحقيقة، وقبل أيام إتصل بي صديق لاكون ضيفا على قناة الشرقية للحديث عن قانون الأحوال الشخصية، ومحاولات تعديله فإعتذرت لأنني كنت أجهل بعض التفاصيل، وكنت أخشى أن يتجه الأمر ليكون سجالا طائفيا متصلا بهوية الدولة التي صدرت الكثير من الهويات، وطبعت الملايين منها بعناوين منها كالبطاقة الوطنية وجواز السفر وإجازة السوق وسنوية السيارة وبطاقة التلقيح ضد كورونا، وهي ماتزال في دائرة الجنسية والأحوال المدنية، لكنني في السر أبدو سعيدا أن القانون قد يحد من تطرف النساء في إستغلالهن للقوانين ضد الرجال في موضوع الحضانة، ومقابلة الاولاد بعد الطلاق والنفقات المالية التي ينبغي على الرجل دفعها مرغما.
ينتحل البعض صفة سعد البزاز، وهاتف سعد البزاز، ويتصل بوصفه سعد البزاز، ويخبرنا أن هدايا بإنتظارنا من سعد البزاز، ويصرح سعد البزاز أنه سعد البزاز، وليس سعد البزاز منتحل الصفة، وتعلن السلطات أنها ألقت القبض على منتحل صفة وهاتف سعد البزاز ليوصل رسائل، ويسيء لشخصيات، ويمرر إشارات بعينها تتعلق بالمشهد السياسي العام، وتعلن الشرقية إن لديها أرقام هواتف خاصة، ومنصات خاصة، وهي غير مسؤولة عن تصرفات، أو عن صفحات مزورة تدعي أنها تابعة لمؤسسة الشرقية. منذ تلك السيدة صار السياسيون والنواب والمثقفون والناشطون والمواطنون يتسابقون للظهور على شاشة الشرقية، والفنانون يتسابقون للحصول على فرصة في مسلسل رمضاني تبثه الشرقية، وكبار الساسة يمررون إشارات عن رغبتهم في الظهور على شاشة الشرقية للتعبير عن مواقف سياسية، تحلم إمرأة في الحصول على هاتف للشرقية لأنها تحلم بماكينة خياطة، أحدهم يحلم بدار سكنية، وآخر عاطل عن العمل، وشاب لايجد علاجا، ويريد إجراء عملية جراحية عاجلة، ويتمنى الوصول الى سعد البزاز لعله يحظى بدعم ما، وبينما يعيش البزاز في المهجر منذ التسعينيات، لكنه يعد من أكثر الفاعلين من أصحاب المؤسسات الإعلامية في تقديم الدعم المالي للأسر الفقيرة، وتبني المبدعين وتكريمهم بقلادة الإبداع. فصار المبدعون يجتهدون لاليحصلوا على شهادة تقديرية من مؤسسة حكومية، بل لعلهم يحصلون على قلادة الإبداع التي تضمن لهم تكريما ماليا وإنتشارا من سعد البزاز الذي يتبنى دعم المشاريع الصغيرة والكبيرة، ويتلقى سيلا من الهجمات بمختلف العناوين . سعد البزاز يتصرف كدولة لحالها، والأفضل أن تقنعوه بأن يكلف بحقيبة وزارية فهو يشتغل في العراق، وهو في الخارج أكثر بكثير من مئات يشغلون مناصب عدة، ولاأثر، ولاتأثير لديهم في الداخل.. كثير من العراقيين ينتمون لجمهورية سعد البزاز الذي يوفر لهم الدعم، بينما الذين يحاربون سعد البزاز في العلن يتملقونه في السر.. عذرا للجميع، وأولهم سعد البزاز إذا ماكانت هذه المقالة مسيئة بطريقة ما