في الصيام قد يحدث للغالبية في أول الأمر شعور بالجوع، ويحدث أحياناً تهيج عصبي، ثم يعقب ذلك شعور بالضعف، بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية أهم بكثير من ذلك تسهم في فوائد صحية للجسم وفلترة من نوع خاص لاعادة نشاطه وسلامته .
يقول “فادون”: “كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً، لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، فتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه، وتحللت هذه السموم من جسمه، وتذهب عنه، حتى يصفو صفاءً تاماً .
من فوائد الصيام ازدياد اعداد بعض أنواع من الأجسام المضادة، وهي التي تقوم بتدمير الكائنات الغازية للجسم. وهذا دليل أن الصيام معجزة علمية
وفي الصوم تتهدم الخلايا المريضة والضعيفة في الجسم عندما يتغلب الهدم على البناء أثناء الصيام، وتتجدد خلايا الجسم أثناء مرحلة البناء.
كذلك يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة، وخصوصًا المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث بهذه السموم .
اما بالنسبة للمرضى المصابين بالمسالك البولية فالبحوث العلمية تؤكد على الفائدة اكثر مما يتصور البعض من ضرر الصيام ؛ إذ يرتفع معدل الصوديوم في الدم أثناء الصيام، فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم كما ازدادت مادة البولينا في الدم فتساعد في عدم ترسب أملاح البول التي تكون حصيات المسالك البولية.
إن الله سبحانه أودع في الإنسان طاقات مختزنة، تكفيه إذا انقطع عن الطعام لفترة طويلة جدا
وبناء على هذه الحقيقة أنشئت المصحات العالمية الطبية لعلاج كثير من الأمراض المزمنة بما يعرف بالصيام الطبي، والتي يحرم فيها المريض أو الصائم بهذا الصيام من كل أنواع الطعام والشراب ما عدا الماء القراح.
الكثير من علماء الغرب، ومنهم البروفيسور نيكولايف بيلوي، يتحدثون عن أهمية الصوم وفوائده العديدة لصحة الإنسان النفسية والبدنية
أما الطبيب السويسري بارسيلوس، فقال: “فائدة الجوع – الصوم – في العلاج، قد تفوق بمرات استخدام الأدوية”.
ولأن الصيام معجزة علمية، فقد شرع الله الصيام؛ تزكية لنفس الإنسان وتهذيبًا لسلوكه، ووقاية وعلاجًا لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه، قال تعالى: “وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” أي إن كنتم تعلمون فضيلة الصوم وفوائده.
رمضان كريم