انتهت رحلة منتخبنا في بطولة كاس العالم التي اخفقنا بها مرة أخرى بعد اكثر من ثلاثين عام من تاهلنا الأول .. اذ فشلنا بإعادة منتخبنا للمونديال .. برغم الأموال والوقت والمعسكرات والوعود والمحاولات والتعينات والتسميات والمناكفات والمهاترات والتقطاعات والمشاورات والانتخابات .. الا ان العملية برمتها أخفقت في ان يكون العراق قادرا على الحضور في نهايات كاس العالم من جديد ..

السبب من وجهة نظر البعض هو اتحادات الكرة المتعاقبة .. فيما يحصرها اخرين بشخصية رؤساء الاتحادت وبعض الشخصيات التي يعتقد انها مهيمنة على مصادر القرار .. فيما اخرين يتهمون الحكومات بالتقاعس وعدم اخذ دعم الرياضة عامة وكرة القدم خاصة بصورة مثالية كما تمثله كرة اليوم في مسار تاريخ العالم وقدرة تاثيرها على الراي العام .. كذلك اخرين كالوا النقد الى المدرب الأجنبي ( كاتنش – ايدفوكات – بتروفيش ) .. فيما صب البعض جام غضبه على أداء اللاعبين ..
قطعا المتفكر في الطريقة العامة لادارة دفة الأمور وما رافقها ومخرجتها سيجد ان جميع هذه الأسباب وغيرها – بنسب متفاوتة – كانت سببا ما لخسارة منتخبنا وخروجه المبكر من التصفيات وما رافق ذلك من سوء نتائج وأداء ..

بنظرة موضوعية للعارف في الأحوال العراقية عامة والبيت الكروي منه خاصة .. سيخفف الضغط عن الجميع وربما يجد عذرا بحسن نية جراء ما يتعرض له العراق من اجندات داخلية وخارجية وما يمر به الرياضيين والكرويين من اوضاع مزرية جراء سيطرة الكثير ممن ليس له بالشان الكروي او المتعاملين معه على انه مجرد بقرة حلوب .. او غنيمة سياسية .. او مكسب حزبي او علاقاتي او غير ذلك .. مما يسيطر على المشهد طوال سنوات خلت .. فضلا عن قصور عام بدعم الحكومة المركزية باعتبارها قضية اساسية ويجب ان تكون ضمن فلسفة الدولة للنهوض بالواقع العام .. مما أدى الى فقر المنشئات وضعف الإدارات وغياب سلطة القانون وسيادة العرف وتغلب المصلحة الخاصة .. وكثرت الطارئين وتهميش عدد ليس قليل من اهل الاختصاص والكفاء والرموز .. وما تعانيه الأندية والفئات العمرية والرواد وغيرهم .. كلها جعلت المخرجات تكون طبيعية ومنسجمة مع واقع الحال الذي لا يحتاج الى شرح اكثر .. والحر تكفيه الإشارة ..
اليوم انتهت الرحلة .. ويفترض ان تبدا مرحلة جديدة من الاستعداد والتهيء الأمثل للمرحلة القادمة كي لا نبكي على الاطلال ولا نعيش الاهوال وان لا نسب الاخرين ولا نتهم غيرنا والعيب فينا ..
يجب ان نبدا بتنفيذ خطة متكاملة اساسها الأندية والفئات العمرية والمنتخبات السنية بمدربين محترفين كبار معروفين يتواجدون حصرا في العراق بمساعدة ملاكات عراقية يمكنها الإفادة من المحترف والتعلم الكثير عما ينقصهم .. وبعد ذاك فقط يمكن ان نفكر بالمنتخب الوطني باعتباره نتاج لهذه المقدمات او نهر يتشكل من هذه الروافد المهمة التي تغذيه ولا غنى له عنها ..
اما فيما يتعلق بتسمية مدرب المنتخب الوطني فهذا آخر المشوار وبعد التأكد من تحقيق المناهج والخطط أعلاه وتطبيقها بدا بالاندية ثم الاتحاد .. عند ذاك يكون طريق المدرب معبد للنجاح وتحقيق الهدف باذن الله . والا فان تسمية مدرب محلي كان او اجنبي ستعد مجرد اضاعت وقت ثمين وهدر اموال طائلة وتفويت فرص جديدة.
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *