من الطبيعي ان يتذمر عامة الناس حيال تردي الخدمات والنقص الحاصل في البنى التحتية وغلاء المعيشة وتقلبات السوق والركود في القطاع الخاص وغيرها من القصص التي تواجه ذوي المدخولات البسيطة والفقراء ومن دونهم ايضا
يوجه الاتهام في كل تلك التداعيات واللوم والسباب والشتيمة في المجالس العادية او الشارع او التجمعات الى صاحب العمامة وبوجه عام الى فئة المعمين وبدون وجه حق وبدون سابق إنذار اعتمادا على العقل الجمعي وما يثار في الاعلام والتعبئة المستمرة للرأي العام وربطها بالاحزاب والحركات الدينية والاسلامية في اشارة الى مسؤوليتها في الاخفاق بادارة الدولة من دون حتى ذكر الحركات العلمانية والقومية والمكونات والديانات الاخرى المشاركة في الحكم
ومع ذلك فلنسلم بتلك القصة وتحميل الجزء الاكبر الى الحركات الدينية الشيعية التي تسنمت الحصة الاكبر في ادارة دفة الحكم ما بعد التاسع من نيسان ، غير ان هذا لا يعني ان يتم التعميم بكل شاردة وواردة بل وصل الامر الى تحميل كل شخص معم وزر ما يحدث وهذا اكبر ظلم تعرض له طلاب العلم الدين يدرسون الحوزة
وهنا اود ان افصح للرأي العام من ان هذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة على الاطلاق
طلبة العلم الذين تشاهدونهم احيانا في امكنة معينة سوق ما او شارع او مجلس معين هؤلاء الاغلب الاعم منهم وخاصة طلبة العلم القدامى يعيشون فقر مرتع او حتى تحت خط الفقر ولا يعرف بعضكم ان حقيقةً ما يدخل لهم من مردود مالي شهري لا يكفي لخمسة ايام عند من يمتلك دخل متوسط من عامة الناس وانا مسؤول عن ما اقول
فئة المعمين لا من دخل في عالم السياسة ودهاليزها هنا اقصد لا بل اتحدث عن طلبة العلم والمرتبطين بتلقي العلوم الدينية في الحوزات ، حيث معاناتهم وعوائلهم في العيش كبيرة جدا ، والاكثر غرابة انهم لا يشكون اويتذمرون ابدا بل تراهم حامدين وشاكرين لله سبحانه وتعالى لانهم اختاروا هذا الطريق ، وما لا يعلمه البعض ان الكثير من هؤلاء الطلبة قد التحقوا إبان الفتوى للدفاع عن البلاد ضد العصابات الارهابية وقتها ومنهم من قضى نحبه شهيدا في سبيل الله ومنهم من تعرض لاصابات بالغة
وعلى الرغم من كل ذلك نسمع الانتقاد والكلام الجارح والتنمر عليهم والكذب والتدليس ضدهم بدون وجه حق لمجرد ما يقوله الاخرين ومن هم المتقولين اما من يتقاضى مبالغ كبيرة لتشويه صورة هذه العمامة واما جهال القوم وبدون وعي
ماجرى لكم ايها الناس ليس سببه العمامة او طلاب العلم انما هو سوء اختيارتكم وبعدم وجود التكافل الاجتماعي وضياع التراحم وتقبل الحرام والقبول باقل الحقوق
ومشاركة الكثير منكم في ما حدث ويحدث بشكل مباشر او غير مباشر
تذكروا ان الكلمة مسؤولية والوقوف امام الله سيطول
والتشهير والتدليس ليس من صفات المؤمن ولا حتى من المنصف من غير المؤمن

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *