العاطفة الصادقة بين اثنين تجعل لكل منهما رائحته الخاصة في ذاكرة الآخر ليست عطرا بحد ذاته فحسب بل هي صلة الوصل ورسائل الأمل ورقم سري وشيفرة ميتافزيقية.. وحلقة كونية تغشي عالمك بأسره أينما حللت تدور حولك وتحيط بك من كل جانب.. رائحة كيان استوطنت ذراته ذرات كيانك حتى صار ذلك المحبوب حاضرا غائبا أو غائبا حاضرا في مرآة القلب الصافية.. لا فرق بين غياب وحضور..أو لقاء ووداع رائحة تشاطرك روحك وانفاسك وافكارك كانها شغاف قلبك ونواة مؤشرات جهازك الحسي ومسام جلدك تستشعرها بحواسك الخمس معززة بالسادسة والسابعة و… و.. و رائحة الحب الحقيقي لاتنطبق عليها قواعد الشم أو قوانين الرذاذ المنتشر لبضعة أمتار.. فالرائحة التي يكونها ذكاء قلبك العاطفي صوب من تحب.. كلما لاح في لوح الحب المحفوظ بياض أول نقطة من شعاع ذكرى امطرت العيون.. أو لقاء لم يكن الا في طيف عابر.. استغرقت فيه الجوارح وبددته تقلبات الجوانح.. أو حديث ابدعت في ابتداعه اماني النفس في حلم يقظة شاردة..
رائحة الحب… هي بصمات روح لاتقبل التزوير والتدوير والتأويل والتحوير ولا الغلط ولا اللغط والخلط رائحة نفاذة لا تنفد ..حتى بعد موتك ستنبعث من تراب قبرك الى اعنان السماء لتنشي روضة لايشمها سوى من أحب بصدق وعشق لآخر رمق.. رائحة الحب لا تقليد لماركتها المسجلة تخالط الدم واللحم.. لتبقى عبقة..
في ارجاء ارواح المحبين الصادقين كلما مر اسم او رسم.. أو خيال لذلك المحبوب..