“حينما كانت حياة”جميلة كانت هي الحياة، في الماضي
حينما لم يكن هناك قيود، أسوار، جدران طويلة وضخمة تقسم ظهر الأحلام فتُحيلها لِفُتات!
حينما كانت الضحكة واضحة بمعالمها الحقيقية وملامحها الرقيقة، حينما كانت ضريبة الحزن دمعة وساعةُ وِحدَة نفكر فيها بما حدث رِفقةَ نجومٍ بالسماء، أو شجرةِ زيتونٍ تُزيِّن الحي، تُواسينا فيها أغنيةٌ هادئة يبثُّها مِذياعٌ صغير.
حينما كانت أكبر الهموم أن يمضي اليوم وفي جعبتنا حصيلةٌ لا بأس بها من الذكريات السعيدة، واللطيفة مُتناسين تلك التي عكَّرت صفََونا!
جميلة كانت الحياة حينما لم يكن للحرب اسم، وللغربة معنى، وللبقاء في بقعةٍ ما قسرًا أيُّ ملامح!
جميلةٌ كانت الحياة قبل أن ألقاك، وقبل أن تدقَّ أبواب قلبي حامِلا الحب بباقةِ فرحٍ زرقاء، قبل أن أسميكَ قمري وتُخبرني بأني شمسكَ وبأنَّ ضحكتي معقودةٌ بسعادتِك، فحينما لا أضحك تصير حياتك رماديةً قاتلةً تتأرجح بِلا سببٍ أو نتيجة!
جميلة كانت الحياة قبل أن أكتشف بأن كل ما قلته لا يتجاوز عن كَونه مجرد كلام!
مجموعةَ حروفٍ وهميةٍ صففتها جنبًا إلى جنبٍ بعنايةٍ فائقة تستلزم تصديقي لها!
وهل تتسم الكلمات بالكذب وهي كل ما أعيش عليه وأؤمن به؟
إن من دسَّ سمَّ الكذب بين الكلمات ليس سِوى ناقِمٍ على من يستلهِمُ من حروفها حياةً، ويبني منها ما تهدَّم من روحه وكيانه قصورًا من الأمان!
تغيَّر كل شيءٍ منذ بدأ ذاك الزمن الجميل بالتلاشي، كبُرَت الهموم وتعقَّدت مفاهيم كل شيء، تغيَّر الجمال وصار من المُصادفةِ الشعور بما يوحي بالجمال!
جميلٌ كان كل شيءٍ في الماضي، حينما لم أكن أجِد صعوبة في التعبير عما يُقلِقني ويُحزنني، حينما لم تكن وحدتي مصدر خوفي بقدرِ ما هي مكان راحتي!
من أكبر التعقيدات التي قد يواجهها المرء أن يجد أكثر مكانٍ يهرب إليه مختبِئا من آلامه، مسكن مخاوفه ومصدر قلقه!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *