يبدو إن هناك من ربط وجوده أو “إرتبط” وجوده رغماً عنه بالموقع الذي يشغله ويمكن القول إنه بالموقع الذي يشغله ليس إلا!
بالأثر الذي يمتلكه: توقيعه الأخضر أو الأحمر..
بحاشيته وجوقة المتملقين..
بخفق النعل من خلفه..
وبمجرد زوال موقعه وزوال هذه الأشياء ينتهي الرجل ويصبح نسياً منسيا ولا حتى مجرد “أثر” بعد عين!
هؤلاء رجال صنعتهم مناصبهم ومواقعهم ليس إلا إذ لا نصيب لهم في مؤهل يؤهلهم إجتماعياً أو ثقافياً أو سياسياً وحتى إقتصادياً!
وهؤلاء كثر في الأزمنة الإنتقالية غير المستقرة، ولهم تأثيرات سلبية كثيرة في المجتمع إذ تتسبب هذه الحالات “المنتفخة” بإنحرافات كبيرة لها عواقب كارثية..
قديماً قال لنا والدي طيب الله ثراه: فلان وفلان وفلان ثالث يُقدرون إجتماعياً لمواقعهم المتقدمة في حزب البعث الصدامي الإرهابي والجيش، وإلا فهم ليس لهم أي حظوة بين الناس على الإطلاق.
وقد رأينا جميعاً في حياته طيب الله ثراه نهاية الأول والثاني بعد زوال مواقعهما في الحزب وكيف أصبحا نكرتين لا يحضيان بأي تقدير على الإطلاق بل وجدا العكس بأن أصبحا منبوذين جداً ولا يحترمهما أحد.
أما الثالث فقد كانت نهايته اسوء من سلفيه..
يزدحم العراق في فترته الإنتقالية التي لا تزال قائمة منذ العام (٢٠٠٣) وإلى يومنا هذا بعدد كبير من هؤلاء الطارئين الذين أوجدتهم صدف المناخ السياسي والإقتصادي والثقافي والإجتماعي الإنتقالي تساقط أغلبهم كأوراق الخريف ولم تبقَ له باقية إلا ان المشكلة الأساسية بتفرخهم المستمر نتيجة إستمرار الوضع العراقي الإنتقالي ومع وجودهم يستمر الوضع العراقي السيء!