يقول الجاحظ عشر خصال في عشر أصناف من الناس أقبح منها في غيرهم؛ الضيق في الملوك، والغدر في الأشراف، والكذب في القضاة، والخديعة في العلماء، والغضب في الأبرار، والحرص في الأغنياء، والسفه في الشيوخ، والمرض في الأطباء، والزهو في الفقراء، والفخر في القُرّاء.
الأعمال البشرية فيها نسبة خطأ مقبولة علمياً واجتماعياً ولكنها إذا تجاوزت النسبة المسموح بها فإنها تعد انحرافاً عن القواعد وأخلاقيات المهن، لذلك فإن كل المهن والمؤسسات التي تمثلها عرضة للنقد والتدقيق والتقويم، لأنّ المهنيين بشر ومن يدير المؤسسات بشر وكل بني البشر يحتاجون إلى رقابة أحسنها الرقابة الذاتية، وذلك بالامتثال لتعاليم الله عز وجل وما جاء على لسان رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم، أو الامتثال للقيم الإنسانية المتعارف عليها أو الرقابة الرسمية العمودية وهي رقابة المؤسسات الرسمية أو الرقابة غير الرسمية الأفقية وهي الرقابة المجتمعية المتمثلة بالأنشطة المجتمعية المختلفة فضلاً عن الإعلام، لذلك فإنّ حصانة المؤسسات أو المهن أو الأشخاص تأتي من الالتزام بالقواعد والأخلاقيات وعدم الانحراف عن غاياتها والذي يؤدي إلى الإضرار بأصحاب المصالح والمجتمع مما يفقد المؤسسة أو المهنة أو الشخص حصانته المهنية مهما كانت صفته الوظيفية أو المعنوية، مما يؤدي إلى النقد التصحيحي البناء أوالنقد الهدام الذي بدوره يضعف هيبة المؤسسة وسمعة المهنة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون).
الحصانة المهنية قواعد وأدوار إذا التُزم بالأولى وتكاملت أهداف الثانية تنعكس ثقة وهيبة واحتراماً وسمعة حسنة.