الكاتب طارق الجبوري
بعيدأ عن نتائج الانتخابات الاخيرة المتعلقة بفوز كتل ونواب فان ما كشفته بعدها اكدت وبشكل قاطع عقلية احزاب العملية السياسية المتناقضة مع الحد الادنى من مباديء الديمقراطية التي ادعت اميركا كذباً انها جاءت لتطبيقها في العراق ومثلها عملائها سياسيو الصدفة الذين نراهم يلهثون على مناصب في السلطة ويتصارعون من اجلها ، وهذا براي المتواضع اهم ما افرزته هذه الانتخابات .. وكمواطن بسيط لا حول ولا قوة له وكما هو حال الملايين من المواطنين لست مع هذا الطرف او ذاك ممن شارك في العملية السياسية ويتحمل بهذا القدر او ذاك جزء من مسؤولية ما حدث من تدمير للعراق وما حصدناه كشعب من ويلات ، غير ان المنطق يقول ان هنالك فائز حصل على اعلى نسبة من الاصوات وهو صاحب الكلمة الفصل لاجراء التحالفات لانتخابات رئيس الجمهورية ثم تشكيل الحكومة وهنالك طرف خاسر مكانه الطبيعي ان يكون في المعارضة وهي فرصته لاثبات حضوره في ساحة العمل السياسي .. ومن هنا فان اصرار الاطار التنسيقي على مواقفه وتركيزه على مشاركته في السلطة امر بعيد عن مصلحة الوطن والمواطن .. ويبدو انه لن يتخلى عن موقفه الذي اكده خلال مبادرته التي اعلنها امس الاربعاء عندما قال انه يمد يده للتيار الصدري ليتحالف معه من اجل عدم الاخلال بالتوقيتات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة .. بمعنى انه سيسعى وبكل وسيلة لعرقلة انعقاد جلسات مجلس النواب !!
وامام اصرار وثبات التيار الصدري على موقفه بتشكيل حكومة اغلبية فان طريق تدخل النظام الايراني بات شبه مغلق .. وبرغم عدم صدور بيان عن لقاء السيد مقتدى الصدر مع قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قآني فان تغريدة السيد كانت واضحة بان لامجال بعد الان للتدخل في الشأن العراقي من اي طرف كان بما فيها ايران .. ولكن هل سترضى طهران بذلك ؟!
لا نعتقد ذلك ومن هنا فانها وهذا ما ينبغي الحذر منه ستحاول تحريك اذرعها المسلحة لمحاولة زعزعة الاستقرار وتهديد السلم الاهلي وما حصل في الانبار موخراً جزء بسيط من صراع الارادت كما ان زيادة الاغتيالات وتصعيد عصابة داعش الارهابية يأتي في هذا السياق الذي نتمنى ان لا يتطور الى ماهو اسوأ .
المواطنون يترقبون وايديهم على قلوبهم وكلهم امل بان تتغلب الحكمة مواقف هذا الطرف السياسي او ذاك وان يعوا ان حصاد صراع الارادات سيكون مراً وناراً تحرق الجميع .. ان تجارب سنوات ما بعد الاحتلال اثبتت لنا بان عدد غير قليل من احزاب السلطة لاتهمه مصالح البلاد والعباد ـ ولا نتوقع منهم اي مواقف ايجابية وان العراقيين فقدوا ثقتهم يهذه الاحزاب الفاسدة وهنا يأتي دور القوى الوطنية الحقيقية لتوحيد الشعب بعيداً عن الطائفية واعلان موقفه الواضح مما يجري من احداث وتوعية المواطنين لممارسة دورهم في تأكيد رفضهم للمحاصصة ورموزها احزاب الفساد علها تكون خطوة باتجاه التغيير ..