لا يشكك أحد بأني أفرح بأي نشاط إبداعي يرفع من شأن العراق وثقافته؛ وكما يتذكر الجميع أني باركت خطوة وزارة الثقافة حين طبعت ديوان الجواهري على الرغم مما أثير حول جودة الطباعة وما سجل من هفوات هنا وهناك في ثنايا الديوان.
أقول باركت ذلك ولم أكترث لخلافي مع وزير السهو حسن ناظم؛ وحين أختير الصديق عارف الساعدي ليكون مستشارا للسيد رئيس الوزراء، اتصلت به وهنأته.
وطيلة تواجد الوفد في تونس، أتابع صورهم وأبارك نشاط بعضهم وسياحة بعضهم الآخر على حساب سمعة الثقافة وعلى نفقة ما رصد من مال سواء كان لوزارة الثقافة أم لمستشارية رئيس الوزراء الثقافية.
وقبل أيام اعترضت إحدى الشاعرات بلهجة قاسية فكان تعليقي بأن ليس للوفد أن يضم جميع الأدباء؛ وانبرى أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء للتوضيح ببيان سليم لغةً ورسالةً وكان البيان للشاعر منذر عبد الحر أمين الشؤون الثقافية ليعلن بصراحة أن الاتحاد غير مسؤول عن الدعوات.
بقي لنا أن نتساءل عما إذا كان وزير الثقافة هو المسؤول عن الدعوات؛ وأتذكر جيداً أن السيد الفكاك بعد التصويت عليه فورا سجل متابعة لحسابي في تويتر! قلت ربما بادرة حسنة، ننتظر ونرى.
في قراءة بسيطة لأسماء الوفد نجد للسيد (الفكاك) حصة واضحة من المدعوين من بينهم موظفون لا علاقة لهم بالكتاب ولا الثقافة ولا يربطهم بهما سوى الراتب الشهري. وحصة أكبر للمستشار عارف الساعدي، وبعد أن تبرأ الإتحاد من مسؤولية الدعوات صار علينا أن نعرف الأدباء ونقسمهم بين السيد الوزير والسيد المستشار.
لم يصدر عن الوزارة أي توضيح ولم يصدر عن ( المستشارية) أي بيان؛ واذا كنا أنا وعارف الساعدي صديقين وشاعرين وأستاذين جامعيين في جامعة واحدة، فما معنى أن نتواصل هاتفيا ونتبادل السلام ثم أقرأ في صفحات التواصل الاجتماعي أسماء الوفد العراقي إلى ( قيس إسعيد) الذي لم يوجه دعوة لأدباء تونس أصلاً.
عتبي على الصديق عارف الساعدي، وعلى الحكومة الجديدة التي من المفروض أن تنصف من تعرض لمزاجيات حكومة السهو التي سرقت العراق وأعادته مئات السنين إلى الوراء، فضلا عن إقصائها لي ومحاربتي في كل المجالات؛ فحتى في الجامعة كان حسن ناظم يشتري من يستطيع تجريدي من أي استحقاق.
ومثل ذلك حدث في جريدة الصباح فقد حجب ( الناشوط ) أحمد عبد الحسين عمودي الثقافي من جريدة الصباح.
قلنا ننتظر الحكومة الجديدة، فصار صديقنا مستشارا ثقافيا، وجاء وزير ثقافة جديد، وننتظر من يلتفت لجريدة الصباح ويعيدها للناس لا لثلة رئيس التحرير.
كل الذي كتبته ليس للمطالبة بالدعوة، لكن تمثيل العراق شعراً ينقصه ( حسين القاصد) كما في الجلسات الأكاديمية أيضا ينقصه ( حسين القاصد)؛ إنه وفد العراق وثقافة العراق وأنا الصوت الوحيد الذي صدح يوم سكت الجميع، فهل صدحت ليحجبني الصامتون؟.
أكرر : لست بصدد المطالبة بالدعوة؛ لكن ما فضلكم وفضل من اصطحبتموهم في الوفد لكي ترجحوهم على حسين القاصد؟
لم أكن انوي أن اكتب حرفا في هذا الموضوع لولا أسئلة الجميع لماذا لم تذهب إلى تونس؟
ختاما اقول: عتبي الشديد على الأخ عارف الساعدي فلو كان دعاني لاعتذرت مثلما اعتذرت لمهرجان بابل؛ وذلك لأني أعلنت منذ فترة أني عاكف على كتاب جديد في النقد الثقافي ولم أنته منه حتى الآن؛ لكن أن يتجاهلني المعنيون، فليس لردي أن يتجاهلهم وها أنا أسميهم بأسمائهم.
سأترك لغيري أن يتمثل بيت عنترة بن شداد، لأني ابن الأطايب في سلمها وحربها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *