نريد أن نتحدث عن عمل الإنسان الفرد ، وأكيدٱ أن السياسي هو إنسان فرد من أفراد الناس …..
وعن عمل الجماعة { المجتمع ، والشعب ، والأحزاب السياسية ، التي هي تجمعات بشرية يوحدها التنظيم السياسي } ……
يعني أن هناك نوعين من العمل ، هما العمل الفردي ، وعمل المجتمع ( العمل الجماعي ، أو الإجتماعي ) …. وكل نوع من هذين النوعين له قصة وحساب …. وعلى أساس القصة ، يكون الحساب ….. !!! ؟؟؟
والقصة هي ما يقوم به الفرد ، أو المجتمع ، من عمل ….. وكل عامل يحاسب على عمله ، إن كان خيرٱ فيثاب ، وإن كان شرٱ فيعاقب …..
والقصة يعبر عنها قرٱنيٱ أنها سجل الأعمال التي يقوم بها الفرد ( كتاب الفرد ، فيديو ) ….. ، والتي يقوم بها المجتمع كجماعة ….. ويسمى ب ( كتاب الأمة ) …. وهذا السجل مدون فيه ، وفيه تصوير ، بمعنى أنه فيديو يجسد ويظهر ويعرض ما يفعله ، وما يقوم به ، وما يتكلمه ، وما يتحركه ، وما يسكنه ، وما يجهره ، وما يسره ، الإنسان كفرد ( كتاب الفرد ) ….. والمجتمع كجماعة وشعب وحزب سياسي …… ووووو ، وأي تشكيل إجتماعي ….. ( كتاب الأمة ) …. والمحصي هو الله سبحانه وتعالى ، العالم العليم ، المحيط المستوعب ، القادر القدير …. الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ، ولا في السماء …. ولو كان هناك حجم أكثر دقة وتوصيفٱ من المثقال مقياسٱ يدركه الإنسان ، لذكره القرٱن …..
عمل الفرد له بعدان ، وعمل المجتمع له ثلاثة أبعاد …. وهذا التقسيم يعتمد على أساس مساحة العمل ، التي تضيق ، والتي تتسع ، حيث كلما إتسعت الساحة ( ساحة العمل ) وخرجت عن حيز مساحة الفرد ، يكون العمل عملٱ ذا ثلاثة أبعاد ، لما له من موج وفاعلية وتأثير ونتائج أكبر وأكثر … وساحة العمل الفردي محدودة بحدود الفرد الإنسان ذاته ، ولا تتعداه ، وأن حدود موج عمله تتعلق بالإنسان الفرد ولا تتعداه الى غيره ….. ولذلك يكون له سجل أعمال خاص به ، ويسمى القرٱن هذا السجل ب { الكتاب } …. والقرٱن يشير الى هذا بالٱية الكريمة { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابٱ يلقاه منشورٱ . إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبٱ } …
و( الطائر ) هو ما يقوم به الإنسان من عمل وقول وفعل ….. و( كتابٱ ) هو سجل كشف الأعمال التي قام بها الإنسان ….. و ( منشورٱ ) بمعنى مكتوبٱ ومصورٱ تصويرٱ دقيقٱ كما هو الفيديو النظيف الدقيق الذي يظهر الصورة والصوت والحركة والسكون …. وهذا هو الشاهد الدامغ الصاعق اللاجب الذي لا يحتاج الى غيره ليشهد ….. فأين يذهب الإنسان { السياسي } وغيره من حساب الله سبحانه وتعالى …. ؟؟؟ !!!
وعمل المجتمع هو العمل ذو الثلاثة أبعاد ، وهذه الأبعاد هي :
١. البعد من ناحية العامل ، ويسمي أرسطو هذا البعد ب ( العلة الفاعلية ) .
٢. البعد من ناحية الهدف ، ويسميه أرسطو ب ( العلة الغائية ، التي ينشدها العامل من عمله ) .
٣. البعد من ناحية الأرضية ( الساحة ، أو مادة العمل ) وإمتداد الموج ، ويسميه أرسطو ، ب { العلة المادية } .
ونكمل البحث في مقالات متتالية ، إن شاء الله تعالى ….