حتى لو كنت بقمة المرض وانت تعود من الطبيب لتجد محطات التزود بالوقود مغلقة لابد من ان تكتب.

الحياة تحمل بطياتها الكثير من الاحداث والازمات واعبائها على المواطن البسيط كثيرة ، لكن بظل سُلم الاهمية والاولويات وبالتزامن مع الاحداث نختار ازمة الوقود انموذجا .
احدى الايام المتجددة من أزمة الوقود بايام خلت ليست ببعيدة كان هناك طابور طويل يمتد لأطوال بعيدة يتذكره الكثير والتي تاخذ ساعات طويلة من يوم المواطن البسيط الصابر للتزود بالوقود او الحصول أسطوانة غاز او كمية من النفط الابيض .
بعد وقوف طويل بالطابور لساعات عديدة بانتظار التزود بالوقود بذلك اليوم البارد وتحديدا الساعة السابعة صباحا كان هناك امر ملفت للنظر؟
نظرنا جلَبة كبيرة من الاشخاص المسلحين وغيرهم ممن يرتدون البزات الجميلة ، كان المنظر غريبا ويثير الاستغراب والتساولات .
مركبة بعد أخرى يطرق المسلح زجاج السيارات ثم لياتي الشخص الاخر ليتحدث ببعض الكلمات البسيطة ثم ينتقل سريعا للمركبة الاخرى وهكذا.
تفصيل غريب ومميز وصل الامر لنا فطرق زجاج النافذه ، لشدة برودة الاجواء خفضنا زجاج نافذة المركبة الى مستوى يسمح بالتحدث او الاستماع للحديث .
لم تكن النهاية سوى كلمات بسيطة وهي من يسئلوك ردد او كما يردد بالعامية گول بالسبعة .
لم نفهم العبارة وما هو الغاية منها.
انجلت الحقيقة بعد فترة ، تحول موكب المسلحين الى موكب لشخوص ببزات مميزة وكانت الجمهرة تقف عند مركبة تلو الأخرى ، وصل الموكب الينا.
تحدث شخص ذا البزة المميزة السلام عليكم متى وقفت بالطابور وباللغة العامية ( السرة ) للتزود بالوقود.
ابتسمت وقلت منذ فترة وسكتُ غادر الشخص المعني للمركبة الاخرى سريعا لانه يبدو لديه دوام عند الثامنة .
هنا اكتملت الصورة والحدث والمشهد
البطانة الصالحة لا تريد ان يستمع المسؤول للحقيقة، وكذلك المسؤول مقتنع او مُقنع روحه ان الامور طبيعية لانه غير مرتبط بالواقع لاسباب معروفة وواضحة .
هذا حال المواطن البسيط مع المسؤول وقرراته والبطانة .
بغداد تمثل أربعة محافظات من حيث العدد والنساحة وعدد السكان يتداول ١٠ عشرة مليون مواطن ومركبات تتجاوز المليون مركبة هل يعقل ان تكون التعليمات والقرارات ارتجالية او متسرعة او غير مدروسة النتائج وخصوصا على المواطن والاهم انها ترتبط بقطاع النقل بغياب شبه تام للنقل العام.
فبين المحتكرين والفاسدين والمفسدين والقرارات غير المدروسة سيبقى المواطن حقل وحيز للتجارب والاقترحات

تقديري واعتزازي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *