ـ كلنا نطالب بحكومة عادلة.. والتاريخ يؤكد بالحقائق انه لم تكن في يوم من الأيام في العراق حكومة عادلة

– وكل الحضارات في العراق التي سبقت حموراني أو بعدها.. كانت حكوماتها تستغل الانسان استغلالاً حتى الموت.. ولم تعرف كل الحومات العدالة ابدا

– يفخر العراقيون ان أول حكومة عادلة في العالم القديم قامت في العراق هي حكومة حمورابي

– وغابت.. ولم تقم في العراق حكومة عادلة بعد

ـ وعندما اختار علي بن أبي طالب العراق ليشكل حكومة عادلة.. انقلب عليه حتى مريديه.. فهل لو شكل حكومته في مكة التي بايعوه فيها نجحت.. أم يقتل؟

ـ وعندما جاء الحسين بن علي (ع) من مكة الى العراق ليشكل حكومة عادلة.. بناءً على طلب العراقيين.. الذين أرسلوا له 100 ألف رسالة بايعوه بالإسلام في رسائلهم…. لكنهم خذلوه بوجهه.. وقتلوه شر قتله.. ولم يبقوا رجلاً حياً من بيته أو أصحابه

– وكل الحديث عن قيام الدولة العباسية في العراق.. فلم تكن عادلة أبداً.. فكانت السجون تكتض.. برجالات المعارضة ابناء عم العباسيين (الفاطميون)

– وظل العراقيون تحت حكم جائر.. حتى العبيد حكموهم.. واصبح العراق منفى لم لا ترغب به الدولة العثمانية فينفيه الباب العالي والياً لبغداد.. يسيم العراقيين كل انواع الظلم ونهب خيراتهم

ـ بعد سقوط الحكم العثماني.. احتل الانكليز العراق.. وتقرر اقامة دولة العراق

– وعندما بايع العراقيون الملك فيصل الأول بمحض إرادتهم.. طلب أبوه من ممثلي العراق الذين طلبوا أبنه ملكاً عليهم شعب.. عهداً بالحفاظ على عائلته

ـ فأعطوه عهداً في الحفاظ عليه وعلى أهله.. نكثوا العهد وقتلوا ليس عائلته فحسب.. بل كل ذريت

ـ أما العهود الجمهورية.. فحدث بلا حرج.. نجحت ثورة 14 تموز 1958.. بقتل النساء.. وخدم القصر الملكي.. وقتل فيصل الثاني.. وهو لا يحل ولا يربط حتى نعجة.. وجميعهم عزل من السلاح.. ويحملون الرايات البيضاء.. وكتاب الله

ـ فحدثت الفوضى منذ الأشهر الأولى لثورة 14 تموز.. وسالت الدماء

ـ واستمرت بحار الدم.. فقتلت جمهورية البعث الأولى الاعم 1963 عشرات الآلاف من الشباب والأطفال والنساء العزل من السلاح.. بتهم هزيلة (شيوعيون أو يؤيدون قاسم).. وقاسم غير موجو.. ولا حتى له جثة أو قبر

– ليستمر القتل والسجن بالشيوعيين.. وزادهم عبد السلاك عارف باعتقال حلفائه البعثيين.. الذين عيننه رئيسا لجمهوريتهم

ـ وجاءنا رئيس بسيط وطيب ونزيه.. لإقامة حكومة عادلة.. وبيض السجون.. قلنا عليه ضعيف.. ولا يصلح.. نريد رئيساً قويا.. يهز الأرض

ـ وجاءنا القوي المقدام.. استمرت بحار الدم والحروب بلا طائل.. ولم يبقي حتى أي شيء

– دماؤنا في العراق.. وفي كردستان.. وفي اهوارنا.. وفي كل مدننا.. وفي إيران.. والكويت.. والأردن.. والسعودية.. وسورية.. حتى ضربنا بالنابالم.. وامتلأت ارض العراق بالمقابر الجماعية

ـ واستمرت دماؤنا تنزف.. نيابةً عن الأمة العربية

ـ ثم جاءتنا الديمقراطية استيراداً من أمريكا وإيران.. لنذبح بالطائفية.. والقتل على الهوية.. وبالتفجيرات.. وبالمندسين

ـ ليحكموننا باسم الدين.. ليبنوا لنا دولة الإمام العادلة.. سرقونا حتى الماء

– لم يبق سوى الهواء.. فهو مكرمة العملية السياسية.. وننتظر ان يبيعوا لنا الهواء.. بعد غبارهم اليومي الذي يغطي حتى كردستان.. فهي جزء من العراق وحصتها 17 %.. وزادتها الاحزاب الاسلامية الى 25 % من غبار العراق .. وشحدها تستقل

 

لكن يبقى السؤال: كيف تكون الحكومة العادلة ؟؟

– منبر الجمعة المباركة من خلال خطيبها في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي.. ينمذج الحكومة العادلة لأمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام

– حيث اكد خلال خطبته الثانية التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 24 / جمادى الأخرى / 1437هـ الموافق 4 / آذار / 2016 .. في معرض تلاوته لنماذج مما كتبه أمير المؤمنين عليه السلام الى عماله وولاته في الأمصار.. بضرورة أن يلتزم الحاكم خفض الجناح واللين وبساطة وبشاشة الوجه قبالة من هم تحت حكومته.. فضلاً عن ضرورة أن يواسي ويساوي بينهم بالمتابعة حتى لا يطمع عظيم منهم في حيف ولا يجعل ضعيفيهم يأس من عدالته

– بضرورة أن يلتزم الحاكم خفض الجناح واللين وبساطة وبشاشة الوجه قبالة من هم تحت حكومته.. فضلا عن ضرورة أن يواسي ويساوي بينهم بالمتابعة حتى لا يطمع عظيم منهم في حيف ولا يجعل ضعيفهم يأسً من عدالته

– جاء ذلك من خلال تذكيره بما كتبه الإمام علي عليه السلام الى واليه على مصر محمد بن أبي بكر رضوان الله تعالى عليه.. التي قال فيها: فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ حَتَّى لا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ ولا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ

– كما ذكر بما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام الخائن للأمانة من عمّاله وممن استحوذ على الأموال العامة ممن يقع تحت ولايته.. حيث استساغ الطعام والشراب الحرام وشراء الإماء وناكحتهن من أموال اليتامى.. حيث هدده بضرورة إرجاع أموالهم إليهم وإلا ضربة من ذو الفقار تصله قعر جهنم.. حيث قال عليه السلام: اُرْدُدْ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اَللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَى اَللَّهِ فِيكَ.. وَلَأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي اَلَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ اَلنَّارَ

– كما دأبت المرجعية العليا على نمذجة الحكومات العادلة.. ومنها حكومة رسول الله ﷺ.. ومن ثم حكومة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام كونهما حكومات الله جل شأنه.. حيث جاء دأبها هذا.. تذكيرا منها لمن هم في خط المسؤولية بضرورة نمذجة ذلك لعملهم وصولاً لرضا الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين

– حيث يقول

– فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ حَتَّى لا يَطْمَعَ.. الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ.. ولا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ

– وكتب الى احد ولاته وهو الاسود بن قطبة يأمره بالعدل بين الناس

– فإِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذلِكَ كَثِيراً مِنَ الْعَدْلِ، فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءً.. فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ، فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَهُ.. وَابْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيَما افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ، رَاجِياً ثوَابَهُ.. وَمُتَخَوِّفاً عِقَابَهُ

– وكتب (عليه السلام) الى بعض عمّاله ممن خان الامانة واستحوذ على الاموال العامة قائلا: كأَنَّكَ
إِنَّمَا كُنْتَ تَكِيدُ هَذِهِ اَلْأُمَّةَ عَنْ دُنْيَاهُمْ وَ تَنْوِي غِرَّتَهُمْ عَنْ فَيْئِهِمْ فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ اَلشِّدَّةُ فِي خِيَانَةِ اَلْأُمَّةِ أَسْرَعْتَ اَلْكَرَّةَ وَ عَاجَلْتَ اَلْوَثْبَةَ وَ اِخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ اَلْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَ أَيْتَامِهِمُ اِخْتِطَافَ اَلذِّئْبِ اَلْأَزَلِّ دَامِيَةَ اَلْمِعْزَى اَلْكَسِيرَةَ فَحَمَلْتَهُ إِلَى اَلْحِجَازِ رَحِيبَ اَلصَّدْرِ بِحَمْلِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ كَأَنَّكَ لاَ أَبَا لِغَيْرِكَ حَدَرْتَ إِلَى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبِيكَ وَ أُمِّكَ فَسُبْحَانَ اَللَّهِ أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَوَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ اَلْحِسَابِ أَيُّهَا اَلْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي اَلْأَلْبَابِ كَيْفَ تُسِيغُ شَرَاباً وَ طَعَاماً وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وَ تَشْرَبُ حَرَاماً وَ تَبْتَاعُ اَلْإِمَاءَ وَ تَنْكِحُ اَلنِّسَاءَ مِنْ أَمْوَالِ اَلْيَتَامَى وَ اَلْمَسَاكِينِ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ اَلَّذِينَ أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْأَمْوَالَ وَ أَحْرَزَ بِهِمْ هَذِهِ اَلْبِلاَدَ فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ اُرْدُدْ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اَللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَى اَللَّهِ فِيكَ وَ لَأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي اَلَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ اَلنَّارَ وَ وَ اَللَّهِ لَوْ أَنَّ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ فَعَلاَ مِثْلَ اَلَّذِي فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ وَ لاَ ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ حَتَّى آخُذُ اَلْحَقَّ مِنْهُمَا وَ أُزِيحَ اَلْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا ) .

رحمك الله يا امير المؤمنين وصلى الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين

وفي العراق

– استمرت بحار الدم العراقي تسيل هذه المرة نيابة عن الأمة العالم أجمع

ـ وأخيراً غالبية اعضاء الحكومة العادلة والمسؤولين لم تبقي شيئا إلا سرقته.. وتردد إنهم يحترمون الشعب.. ومطاليبه أمانة في أعناقهم.. وتبين إنهم بلا أعناق كالخنا ………

ـ والأيام المقبلة يعدوننا بحكومة عادلة.. فهل هناك أمل يرتجى منها؟؟؟

بحكومة عادلة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *