لازال الحديث عن الامام زين العابدين ( ع ) ، مستمرا ومهما تحدثنا لن نوفيه حقه على هذه الامة قبل امة زمانه.
محل الشاهد :
إن الامام زين العابدين ( ع) استطاع أن يملأ المرحلة التي عاشها علماً و روحاً و ثقافةً و أخلاقاً و قدوةً ، بحيث كان التجسيد للإسلام كله ، حتى إنه عندما أرادنا أن نحبّه وأن نحبّ أهل بيته ، قال : ( أحبّونا حبّ الإسلام ) .
و بذلك نستطيع أن نقول إنّ الإمام زين العابدين ( ع ) استطاع أن يملأ مرحلته الثقافية و الروحية و الفقهية و الحركية بما مهّد لمرحلة الإمامين الباقر و الصادق ( ع )، فلم يأتِ الإمام الباقر ( ع ) من فراغ ، و لم يأتِ الإمام الصادق ( ع ) من فراغ ، بل جاءا وقد فرش لهما الإمام زين العابدين ( ع ) الأرض كلها ، بما يجعل مهمتهم أكثر سهولةً و واقعيةً و امتداداً ، فلا تتصوّروا الإمام زين العابدين ( ع ) في موقع الإنسان الذي لا يعرف إلا أن يبكي ، ولكن في موقع الإنسان الذي يعرف القيام بالمسؤولية كلّها .
ان من الواجب علينا ان نقول : للذين يتحدثون عن الامام زين العابدين ( ع ) بلهجة الذلّ ، إنه كان يقول : ( ما أحبّ أن يكون لي بذلّ نفسي حمر النعم ) ، فلقد كان العزيز بعزّة الله ، و هو القائل : ( و اعصمني من أن أظنّ بذي عدم خساسة ، أو أظنّ بصاحب ثروة فضلاً ، فإنّ الشريف من شرّفته طاعتك ، و العزيز من أعزّته عبادتك ) .
و نبقى مع زين العابدين ( ع ) و مع أهل البيت ( ع ) ، لأنهم أهل بيت النبوّة ، و موضع الرسالة ، و مختلف الملائكة ، و مهبط الوحي و التنزيل ، و لأنهم الذين أذهب الله عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيراً .
فتعالوا لنعيش معهم جميعاً ، حتى نذهب عن عقولنا الكثير من رجس الباطل ، و عن قلوبنا الكثير من رجس الحقد ، و عن حياتنا الكثير من رجس المعصية لله ، لنعيش طهارة الإسلام في طهارتهم .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه