الكاتب احمد كريم

 

سألني ذات مرة شخص مفتول العضلات و قوي البنية لماذا تخيم التعاسة و الكآبة و اليأس على وجه هذا الرجل الوقور

قلت له و بصورة عاجلة تم اذاعة خبر في وسائل الاعلام بأنه تم اختطاف المسؤول الفلاني و اغتيال الاعلامي الفلاني و تهديد الناشط الفلاني من قبل مجهولين و رجال خارجين عن القانون

فلم يتمالك الرجل صاحب العظلات المفتولة نفسه و غدا يضحك بشدة و بصوت مرتفع و كادت ان تتوقف انفاسه حتى ابتلت لحيته و شواربه بالدموع من شدة الضحك،
و قال : انا اسف يا اخي بسبب ضحكي هذا امامك و قد تعتبرني انسان ساذج او غير متزن و لكن يبدو ان ما يحدث في بلدكم هذا يشبه النكتة الفجة السمجة و كلمات صدق او لا تصدق و مضى يتكلم صاحب العضلات المفتولة أن جمهورية اصحاب العضلات اكثر امناً و ضبطاً من خلال شدة انتفاخ و بروز عضلاتهم

فرد الرجل الحزين بغضب و خبث : بل لعمري انكم اسوء منا ، لكن هناك فارق بيننا و بينكم ، انكم لستم مفضوحين مثلنا و ما يحصل تحت ظل عظلاتكم انما اكثر فجوراً و عهراً

فهممت نفسي للمحاولة الى لملمة الموضوع بين الرجل الحزين و صاحب العضلات قبل ان يتطور الى شجار و الحمد لله استطعت ان اوقف هذا الخصام بين الطرفين و قلت لهما انكما في بلد العجائب في هذا البلد يطلبون من الشرطي ان يقف بوجه الجريمة و تجار المخدرات و العصابات المنفلتة و مستغلي المال العام و لكنه يقتل او يهدد و لا نجد اي مسؤول يقف معه او يسنده او يسند عائلته اما الجندي فيطلب منه ان يدافع عن الوطن ضد الاعداء و الارهابيين و مكافئته هي الغاء اجازة البديل عنه و العيش بظروف قاسية و تحصيناته الامنية هشة و عندما يقاتل ببسالة و يصد الهجمات و يستشهد يخرج بعض القادة الامنين من يجلسون خلف المكاتب و وسائل التدفئة و التبريد و الراحة تنعم عليه و لم يذهب بحياته الى ميدان المعركة يقومون بدفع الاتهامات عن انفسهم و يلقون باللوم و التهم على الشهداء و الجرحى متهميهم بالتقصير و احدى هذه المفارقات التي تدمي القلوب هي اخذ اجرة السيارة التي نقلت جثة الشهيد الى اهله و نرى الكثير و الكثير من الامثلة التي جعلتنا نقول ان الحرامي يطارد الشرطي و الجريمة تفوقت على القانون و نحن جل ما نستطيع ان نستخدمه و تستخداماه انتما ايضا هو و ضع اللايكات او وضع الايموجي الحزين في السوشيال ميديا و نستبدلها في اليوم التالي بعبارات التهنئة ايام الجع و العطل و المناسبات المفرحة كأن الارواح العزيزة التي فقدناها هي مصيرها المحتوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *