لا جديد في قمة جدة سوى عودة سوريا الى الجامعة العربية..

منطقة تعاني من أزمات مركبة، تزداد يوماً بعد آخر، وفي المقابل، تتقلص مساحة الحلول، ويصعب معها إيجاد أرضية تحمل الهوية العربية..

الأحداث العربية المتسارعة، وما ترافقها من أزمات متوالية، تشكل فرصة سانحة للعراق من أجل أن يستعيد دوره الريادي في المنطقة.. هكذا ظهر في القمة العربية اليوم، والتي جسدتها كلمته التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء، واستهلها بأهمية عودة مقعد سوريا، ودور العراق في دعم هذه الخطوة.

أهمية العراق تتجلى في كونه يقف خارج التكتلات والاصطفافات الاقليمية، وهذا ما أثبتته مواقفه من جميع الأحداث التي شهدتها الدول العربية، بدءاً بقضية فلسطين، وسوريا وليبيا وتونس ولبنان، وآخرها أزمة السودان… هذه المواقف ترفع رصيد العراق، وتزيد من فرص تعزيز دوره في اصلاح ما يمكن إصلاحه من الخراب الذي حلّ بالمنطقة، لاسيما خلال العقد ونيّف الأخير، هذه الفترة التي شهدت تحولات كبيرة في المعادلة الإقليمية – الدولية، وتوالت فيها الأزمات والحروب والاضطرابات الداخلية.

عقد القمة في هذا التوقيت، يمثل أيضا فرصة لدعم جهود الاعمار والتنمية الاقتصادية التي يتطلع لها العراق، وترجمة المنهاج الوزاري للحكومة الجديدة، التي تسعى الى احداث تغيير شامل في الأوضاع الاقتصادية، وتحقيق الاستقرار المجتمعي، والذي يتطلب إعادة بناء الثقة بين السلطات والشعب.. هذه الأهداف لن تتعدى حدود الامنيات ما لم ترافقها خطوات عملية في البناء، والتي تبدأ بالخطط الاستراتيجية التي تتوافر على كل مقومات النجاح في حال توفرت الإرادة، والعمل الحقيقي والجاد.

فمشروع طريق التنمية كان حاضراً بقوة في كلمة العراق، ولقاءاته مع الأطراف المعنية، والذي يمكن ان يكون باكورة تعاون بين الدول العربية، نحو تحقيق تكامل اقتصادي، يكون نواة لتعاون أكبر في المستقبل القريب، تسهم في حل الخلافات القائمة، فالاقتصاد يمكن ان يشكل عامل توحيد الموقف العربي، بعيداً عن الشعارات التي خرجت بها القمم السابقة، والتي لم تجد طريقها لأدنى اتفاق أو تطبيق.

قمة جدة، تمثل جرعة أمل لمستقبل عربي أفضل.. بعد سنوات من الصراع والخلاف، أثبتت انه لا بديل عن العمل العربي المشترك.. ولو بحده الأدنى.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *