لم أكن أفكر في منصة المفردات لهذا اليوم… لم أرد أن أقطع صومي الحبري…
كنت قد ألقيت بنفسي على أريكة الفراغ وخلعت قبعة قلمي وألقيتها كيفما أتفق وبقيت ممددة بلا أبجدية حرف تطاردني…
كنت أظنني قد إستسلمت لهذا الإعتكاف الكتابي لولا رسالتك التي أصابتني كرصاصة غادرة أخترقتني…
رسالتك التي بعثتها عبر سلك هاتفك وخيل إلي إنها وصلتني بثوبها الفضفاض وهي تجر كلماتها كأمراة تلقي بنفسها ضاحكة…
بضع كلمات على أنغام مشدودة ألقيتها في طريقي دون أن أخرج حرفاً يقطع صومي…ضحكاتك المستهزئة التي جعلتني التصق بثوبي وحرفي كأنني أحاول أن اتوارى خلف ظل ورق…
كيف أصف ذاك الشعور الذي يدوي في داخلي نصف غضب ونصف حزن أردت أن ألقي بهاتفي في بركة ماء لأغرق رسالتك أو أن ألقي به في جرف لأتنفس من ذاك الشعور الطافي فوق صدري…
تمنيت أن أبكي كالأطفال وأذرف كل دمعي على سطح سطر ولكنني لم أستطع كنت كمن يرتجف برداً…